لا أحد ممكن أن يرشد البشر أكثر من الحكمة العميقة، والتأمل في حقيقة الحياة كيف تحدث؟ وكيف تعاش؟ وكيف نتعاطاها كل يوم. وعلى أية طريقة. طهّروا أنفسكم من الداخل قبل الخارج كونوا صادقين مع أنفسكم قبل صدقكم مع الآخرين، آمنوا بأن الإنسان ولد في جسد، ولكن روحه أزلية فلا تحجّموها بأهداف مادية ضيقة تخنق الروح وتقتلها. هل ابتعدنا عن الجمال والطمأنينة في الحياة. نعم ابتعدنا عن روحانيتنا ودمرنا جمال الحياة، وقد بدأت الخطوة الأكثر خطرا على الإنسان في الوقت الذي تم فيه جرّ البشرية باتجاه المادية القاتلة، تم جر البشر ليكونوا عبيداَ للمال. اليوم عندما تقول إن الصحة أهم من المال ستجد من يستهزئ بما تقول، عندما تقول إن المال ليس مصدر السعادة سيستهزئ بك الناس لأنهم أصبحوا عبيدا للمال بطرق عديدة. لا يوجد أي خطأ بالمال ولا بالثراء فالمال ممكن أن يكون جيدا وممكن أن يكون سيئا. طالما أن المال في جيوبنا لا توجد مشكلة فيه، ولكن عندما يصبح في عقولنا هنا تكمن المشكلة. الخوف أحد تبعات عبودية المال بالحياة ولكنه يظل جزءا من الحياة.. لا يمكن أن تحدث الأمور والتفاصيل تماما كما نريدها دائما. علينا أن نتقبل مخاوفنا التي تحدث في حياتنا بكل محبة ورضا ذلك أحد أسرار جمال الحياة وروحيتها. ستجعلون حياتكم صعبة جدا إذا أردتم أن يستمر كل شيء مثلما كان. هناك من يريد أن يبقى عمله كما كان، وهناك من يريد أن يبقى في وضعه الاجتماعي ذاته للأبد، لأنه يشعر وهو بداخله بالأمان. هناك من يريد أن يظل يرى أولاده صغارا ولا يريد أن يرى أنهم قد كبروا ولم يعودا بحاجة الاعتماد عليه.. هناك من يعيش بالذكريات، لا يريد أن يصحو من الماضي، هناك من يريد أن يربي أولاده كما تربى هو. اعملوا على خلاصكم وعلى اكتشاف ذاتكم، لا تتعلقوا بما هو وهمي، الحياة زائلة وأجسادنا المادية زائلة، اعملوا لما هو أهم، لا تنتظروا الخلاص من أحد.. كل ما تبحثون عنه هو في داخلكم، لا تبحثوا خارجكم، فكلما بحثتم في الخارج أكثر بعدتم عما تريدون الوصول إليه ..تذكروا أن سعادتكم بداخلكم، وغير مرتبطة بشيء أبدا، غذّوا أرواحكم قبل جسدكم.