صففوا له أقسى العبارات، وصفوه بما لايمكن قبوله، قاوموه خارج الملعب وداخله، وكان وحيداً إلا من جمهور النصر، كان يبتسم، وفي ابتسامته هجوم، وكان يضحك وهو يرى خصومه تترنح يمنة ويسرة، وقف ضده الجميع وتلقى السهام من كل حدب وصوب، ولكنه كان يجمعها ليشكل بها سهماً واحداً يرميه في السماء فيتقافزون أمامه ويصيبهم جميعاً. هكذا كان الرمز المغفور له بإذن الله الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي صنع من النصر قامة كبيرة يصعب الوصول إليها من مدّعي التنافس الشريف، حصد البطولات، وترك لهم البكاء والعويل، كان قائداً أسطورياً صنع من اللاصنع حقيقة واقعية وكياناً لايمكن أن تهزه الرياح، فالمبادئ راسخة والأساسات ثابتة. رحل الرمز، وجاء من يذكرنا به وهو الأمير فيصل بن تركي بن ناصر، الذي عمل واجتهد، ولم يحالفه الحظ في بداية عمله، ولكنه صبر وظفر وعاد بالنصر من أسوأ حقبة مرت عليه تاريخياً إلى منصات الفرح ووهج البطولات. هذا الشاب الذكي سار على خطى الرمز حتى تشابهت الظروف وتشابهت المواقف فعادت السهام القديمة لتمارس الغي والفجور في التنافس الشريف، وعادت الحرب عليه من كل اتجاه، ليس لشيء، ولكن رغبة في حجب شمس النصر وردم هذا الكيان جملة وتفصيلا، حتى أنهم صرحوا علناً بأن رغبتهم بأن يتم إغلاق هذا النادي، لأنه أعادهم تحت الشمس في المناطق الدافئة ليتركوا أنديتهم ويتفرغوا لحرب صانع التاريخ الحديث للنصر. هذه الحرب المعلنة على النصر وقائده في صحفهم وفي أقوال الجهلة ومن يتبعهم ومن يتحالف معهم من الحاقدين لن تزرع في هذا القائد سوى الرغبة الجامحة للعمل ولاسواه، فهذا القائد لا يسير وحيداً، فخلفه أمة من جماهير النصر العظيمة، والتي أثق أنها لن تترك قائدها وناديها وهو يتصدر الدوري لسنتين متتاليتين، كيف لا وهي لم تترك نصرها في أحلك الظروف وأسوأ المراحل. جماهير النصر هي كيان النصر، وهي القوة الضاربة في رحلات النصر عبر التاريخ، فالنصر الكيان سيّد من لا سيّد له، وشعب النصر أوفى ممن يبحثون عن مصالحهم، وقوة النصر في جمهوره فقط وهم سلسلة من الحب لاتنتهي (جيل بعد جيل) وسيقفون مع قائدهم بالعمل والدعم والحضور والمساندة يداً بيد ليقولوا جميعاً كما قال الرمز: القلب والعشق للنصر..!