حل فصل الصيف، وبدأت إجازة المدارس. تبدأ مع الإجازة مسؤولية متجددة للأسرة عن الحفاظ على سلامة ونمو الأبناء والبنات بالشكل الصحيح. كثيرون سيسافرون، آخرون سيبقون في ديارهم. مع هؤلاء وأولئك، تختلف المغريات والمؤثرات التي يمكن أن يتعرض لها الشباب خصوصا. يتأثر المسافرون بالبيئات المخالفة، وأساليب التعامل التي لم يتعودوها، والانكشاف على مغريات تستدعي من أسرهم أن توفر لهم التحصين المناسب. بمعنى أن يكون الأبناء والبنات على قدر عال من التمييز والمقاومة الفعالة التي تحفظ لهم توازنهم في مواجهة المغريات، وهو أمر تربوي في غاية الأهمية. سيفترش الباقون أرض الوطن ويلتحفون سماءه. الأبناء الذين كانوا تحت سيطرة القيادة "الأب والأم هنا"، لديهم فسحة أكبر بالنسبة لمواعيد أنشطتهم ونومهم اليومي. سيكون لدى الواحد ما لا يقل عن تسع ساعات من الفراغ. الاستفادة الفاعلة والإيجابية من الفراغ، هي واحد من الهموم التي يجب أن تشغل الأسرة، خصوصاً أننا في مجتمع لا يحسن فعل ذلك. الأنشطة الصيفية تكاد تكون محصورة في ساعتين أو ثلاث في مدارس أو مناطق سياحية. ما يزيد على ذلك هو من قبيل إفساد أسلوب حياة الأبناء، كونه ينفذ في ساعات الليل المتأخرة. شاهدت في دول كثيرة تفعيل فترة الصيف بالنسبة للأبناء بشكل أكثر فائدة ومتعة. المخيمات الصيفية من الفعاليات التعليمية المرتبطة بالترفيه، هناك مدارس تفتح أبوابها للراغبين في تطوير مهاراتهم في مجالات معينة. يضاف إلى هذا نشاطات تبادل الطلبة بين المؤسسات التعليمية في دول أو مدن مختلفة. إن لم نوجد البدائل المرغوبة ذات الأثر الإيجابي في نمو وسلوك وترفيه الأبناء، فهناك من لديه الاستعداد لملء الفراغ بأنشطة سلبية قد تؤثر في مسيرة حياتهم وتضيع الإنجازات التي حققتها الأسرة لمصلحة أبنائها وبناتها. يسهم في تمكُّن هؤلاء من الأبناء انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتعاظم الفراغ العاطفي بين أعضاء الأسرة. يقرع خبر القبض على عدد كبير من "الدرباوية" في منطقة عسير، ناقوس الخطر للجميع بأن هذه الفئات الفاسدة وغيرها ممن يتربصون بالأبناء ــ خصوصا ــ بدأوا يستعدون لاصطياد فرائسهم. الوسيلة الأجدى والأسرع لحماية الأبناء هي توفير البدائل الجاذبة التي يميل إليها الأبناء، والمحافظة على التواصل معهم، وتوفير متطلباتهم، ومراقبة وقمع كل الأنشطة والمجموعات والمؤثرات والجماعات والفرق الشاذة.