"لو قدم الإيرانيون مواد إغاثية لمدة 100 عام فلا يمكن أن يوازي ذلك حجم الضرر الكبير والدمار الهائل الذي ألحقوه باليمن وحياة اليمنيين من خلال دعمهم للمتمردين الحوثيين"، بهذا الانتقاد اللاذع علق المتحدث باسم التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري على المساعدات التي كانت تحملها الباخرة الإيرانية، مؤكدا أن كل تلك التحركات لا تعدو أن تكون مزايدات إعلامية لا تقدم ولا تؤخر، ورأى أنه من الصعب أن تقوم طهران بدور "من يجرح ويداوي في نفس الوقت". وفي تصريحات إلى "الوطن" عدّ عسيري الانتقادات التي حملها التقرير الأخير لمنظمة هيومن رايتس ووتش مجترة ومكررة، قائلا "ليتهم ذهبوا إلى التواهي للوقوف على المجزرة التي وقعت هناك، أو زاروا الضالع لرصد حجم الدمار الذي خلفه الحوثيون، أو الحديدة لكي يطلعوا على سرقة الحوثيين للمواد الإغاثية". وفيما أكد المتحدث باسم التحالف أن عمليات الاستطلاع القائمة لمخابئ الأسلحة والذخائر لا تزال قائمة، أوضح معرفة التحالف بامتلاك الحوثيين صواريخ من نوع جراد، لكنه أبان أنه لم يرصد استخدامها في الهجمات على المدن السعودية. وجه المتحدث باسم قوات التحالف المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري انتقادات لاذعة بحق الإيرانيين، مؤكدا أن الشحنة الإغاثية التي أرسلوها إلى اليمن وأحاطوها بهالة إعلامية لا توازي حجم الضرر الذي ألحقوه باليمنيين. وقال عسير في تصريحات إلى "الوطن": "لو قدمت إيران مواد إغاثية مدة 100 عام قادمة فلا يمكن أن يوازي ذلك حجم الضرر الكبير والدمار الهائل الذي ألحقته باليمن وحياة اليمنيين من خلال دعمها المتمردين الحوثيين". وتتولد قناعة لدى عسيري، بأن ما تسبب به الإيرانيون من دمار في اليمن، لا يمكن أن يعالج بكميات بسيطة من الغذاء. وأضاف "لا يمكن لإيران أن تجرح وتداوي في الوقت نفسه"، مبينا أن تحركاتها تلك لا تعدو كونها مزايدات إعلامية لا تقدم أو تؤخر، مشددا على أن المطلوب منها أن تكف أذاها وتتوقف عن دعم ميليشيات الحوثيين والموالين لهم من قوات المخلوع علي عبدالله صالح. وفي رده على سؤال حول ما إذا كان ثبت لدى قوات التحالف تمكن إيران من إسناد الحوثيين بكميات من الأسلحة والذخائر خلال الفترات الماضية وتحديدا خلال فترة الهدنة، أكد عسيري أن قوات التحالف تطبق حظرا بحريا وجويا محكما على الأجواء اليمنية والمياه الإقليمية، والقطع العسكرية التابعة لها تقوم بحق الزيارة والتفتيش لكل الوسائط البحرية المشتبه بها. وأوضح أن إيران لم تسجل لها خلال الفترة الماضية سوى محاولة واحدة عبر إحدى الطائرات التي سعت إلى كسر الحظر الجوي المفروض على أجواء اليمن، لافتا إلى أن تلك الحادثة هي الوحيدة ولم تتكرر. وبالنسبة لاحتمالية أن تقوم إيران بدعم الحوثيين عن طريق الحدود البرية، فأشار عسيري إلى استحالة هذا الأمر من جهة حدود المملكة، مفيدا بأن قوات التحالف تثق بالأجهزة الأمنية العمانية لعدم استغلال الحدود المشتركة مع اليمن في تنفيذ عمليات دعم من هذا النوع، في وقت كشف أن مقاتلات التحالف استهدفت فعليا قوافل إمداد تم تمويهها بالمواد الغذائية والإغاثية وكانت تحمل على متنها أسلحة وذخائر للحوثيين، وتم التعامل معها وتدميرها. وأمام التقرير الأخير لمنظمة هيومن رايتس ووتش الذي انتقدت فيه قوات التحالف وزعمها استخدامها القنابل العنقودية، علق المتحدث باسم قوات التحالف على ذلك بالقول "نحن نحترم المنظمات الدولية ودورها وما أوردته من معلومات مجتر ومكرر". وأضاف "كل ما هو مطلوب من تلك المنظمات أن تعد تقارير متوازية، وألا تستقي معلوماتها من الحوثيين، كنا نتمنى أن يوجدوا بالتواهي للوقوف على المجزرة التي قام بها الحوثيون أو الضالع لكي يقفوا على حجم المنازل المدمرة بالمدفعية، أو الحديدة لكي يطلعوا على عملية نهب الحوثيين للمساعدات الغذائية والإغاثية..". ولم ينف العميد عسيري امتلاك الحوثيين صواريخ جراد، غير أنه أكد أن المدن السعودية لم تصب بأي منها خلال الهجمات التي قاموا بها المتمردون خلال الفترة الماضية، والتي استخدموا فيه قذائف من نوع كاتيوشا، مبينا أن الحوثيين تحصلوا على ذلك النوع من الصواريخ حينما قام المخلوع وخونته بتسليمهم إياها فترة الانقلاب على الشرعية. وعاد المتحدث باسم قوات التحالف للتأكيد على أنه تم القضاء بشكل كلي على خطر ترسانة الصواريخ الباليستية وتدميرها، وإعطاب وتحييد المتبقي منها، مفيدا بأن صواريخ نوع جراد تعدّ أقل حجما، ويمكن إخفاؤها في الأشجار وداخل الكهوف، وشدد على أن قوات التحالف تقوم باستهدافها بمجرد رصد عمليات الإطلاق منها. وأكد عسيري أن عمليات الاستطلاع التي تقوم بها قوات التحالف لمخابئ الأسلحة والذخائر لم تتوقف، وأن هناك عملا استخباراتيا كبيرا لتحديد أماكن المواقع غير المعروفة وتدقيق المعلومات الواردة بهذا الخصوص، ومن ثم استهدافها وتدميرها.