أجمل ما في الكتابة هي فرصة اكتشاف آلاف الشخصيات المختلفة، عن طريق الانغماس عميقًا في روحك، وأسوأ ما فيها؟ هو أنه عليك أن تكون وحيدًا لتتمكن من الكتابة والعزلة موجعة، ولغز لا حل له. يقول إرنست همنغواي: "الكتابة، في أفضل حالاتها، هي حياة العزلة"، الكتابة عمل معزول؛ لأنها بحاجة إلى التركيز، الهدوء، والالتزام؛ وعندما تكون وحيدًا لتكتب رواية أو قصة قصيرة، فإنك تحتاج إلى وقت معزول تمامًا. هذا مكون أساسي لحرفتك، وهنالك أوقات كنت أختفي لأكتب طوال اليوم لأكتشف فيما بعد أن ذلك اليوم كان جميلًا ودافئًا، وفاتني أن أستمتع به، ولأن الكتابة لا تظهر دائمًا نتائج فورية من الناحية الماديّة، نضطر للإيمان بأن أعمالنا الكتابية لن تؤدي إلى غرض إنتاجي، لطالما كانت الكتابة عملًا محبطًا، تشمل ساعات طويلة من العمل، وقليلا من التقدير. ولكننا مستعدون للكتابة رغم كل شيء، وعندما ننجح في إنهاء قصة، نشعر بمتعة لا تضاهيها متعة، كجرعة من الإندروفين؛ وهنالك الحقيقة الملحة التي تدفعنا لأن نكون وحيدين دائمًا. ماذا يمكننا أن نفعل تجاه الأمر؟، ونحن نشعر في دواخلنا بالحاجة للتواصل الإنساني، ومثل جميع المهن الأخرى، يجب أن يكون هناك موازنة بين عملك وحياتك الشخصية، وليس من السهل إفساح الوقت للأنشطة الخاصة بالنسبة للكاتب كما هو سهل بالنسبة لأصحاب المهن الأخرى. وهناك أولًا جذوة الابتكار، بإمكانها أن تصيب الكتّاب في لحظات وأماكن غريبة، أتذكر آن رايس عندما قالت بأنها تحمل معها مسجلًا صغيرًا في حال خطرت لها فكرة متعلقة بكتاب جديد أو شخصية مبتكرة، وقبل اختراع الكمبيوتر، كانت مارغريت ميتشل تكتب أفكارها الملهمة على قصاصات الورق وحتى المناديل.