بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، عهده بالحزم؛ لأنه لم يكن من بدٍّ إلا الأخذ بالحزم، فالقائد الفذُّ هو مَنْ يُحسن اتخاذ القرار الصائب في وقته المناسب، وقد تحقق لقراره، أيده الله بنصره، كل أسباب النجاح والتأييد، وأثبتت الأيام أن كل ما كان يروِّج له الحوثيون، والمخلوع، وإيران من ورائهم، لم تكن إلا أوهاماً. لقد كانت عاصفة الحزم حاسمة في القضاء على تلك الخرافات، التي بنتها إيران عبر أبواقها الكثيرة، وانطلت على بعضهم، وأوهمتهم بأنها تشكِّل قوة عظمى في المنطقة والعالم، فلم تستطع الدفاع عنهم مع تكشُّف الأمور، وظهور الصورة المزرية للداخل الإيراني الذي يعاني من بؤس شديد. يعلم الإيرانيون بعرقياتهم، وقومياتهم، وأقلياتهم المختلفة والمتعددة، أن ثروة بلادهم الكبيرة يتم توجيهها إلى الخارج، وليس خافياً عليهم أنها تُنفق خدمةً لأجندات الثورة المزعومة، التي لم تأتِهم بخير، منذ سقط الشاه في يناير 1979م، ومجيء الخميني في الأول من فبراير من ذات العام، مزهواً بالنصر، فتلك الثورة أفقدتهم الثروة، وأشاعت بينهم الفقر، وجلبت لهم البؤس. إن الصور التي تنتشر كل يوم عن المجتمع الإيراني مملوءة بالمآسي، وهي توضح حجم الفقر والبطالة، التي يعاني منها المواطن الإيراني بعامة، وقد كان حجم القمع قوياً عندما تظاهر بعض الإيرانيين منذ سنوات؛ لأن مَنْ يحكمون إيران يدركون، قبل غيرهم، حجم المشكلة التي يعاني منها الشعب الإيراني، ويعلمون أنهم إذا لم يوقفوا تلك الشرارة قبل أن تكبر فإنها ستأكلهم. أما الشعب العربي في منطقة الأحواز العربية المحتلة، الذي بدأ بالتململ بسبب ما يعانيه من اضطهاد، فقد بدأ صوته يُسمع في الإعلام العربي والعالمي، وبرزت مشاركات أبنائه في بعض المؤتمرات العالمية، وأخذ التعاطف مع قضيتهم بعداً جديداً، وبدت إيران، واقعاً، منزعجة جداً من سيناريو انفصال هذا الجزء؛ لأسباب يأتي في مقدمتها فقدانها مصدراً كبيراً من الطاقة النفطية الموجودة في تلك المنطقة، إضافة إلى المساحة الكبيرة، ومصادر المياه. ويدرك الأكراد، كذلك، حجم مأساتهم ضمن جغرافية إيران، وهم يعلمون أن الساسة الإيرانيين مازالوا يلعبون على وتر التفاهم مع أكراد العراق، وتركيا، حول مستقبل الأكراد في المنطقة، ليستمر قبولهم بالوضع الراهن، الذي يعيشونه. أما في منطقة بلوشستان فإن المأساة لا تختلف كثيراً، ولاتزال معاناة السكان تتفاقم يوماً بعد يوم. لم تتحرك الأقاليم الشمالية، والشمالية الغربية بشكل واضح تجاه سياسات طهران حتى الآن، وسكانها هم الأذريون، الذين يشكِّلون الكتلة العرقية الأكبر، وربما يعود ذلك إلى أن المرشد، علي خامنئي، تركي أذري، لكن المنطقة التي ينتسب إليها لم تنتفع من وجوده. وجاءت عاصفة الحزم في 26 مارس 2015، وبدأت بعدها عملية إعادة الأمل في 21 إبريل 2015، التي لاتزال مستمرة، وتحقق أهدافها في تعقُّب الحوثيين، وقوات المخلوع، وتقوم في ذات الوقت بمناصرة الشعب اليمني، وتقديم كافة أشكال العون والإغاثة له. إن العرب جميعهم قد أفرحتهم عاصفة الحزم، التي قادها سلمان العزم. إن الحزم بكل ما تعنيه الكلمة، دون شك، مستمر ضد الحوثيين وصالح، إلى أن يعود اليمن كما كان يمناً سعيداً، ولن تتوقف عملية إعادة الأمل لإخوتنا في اليمن، الذين يسعون بكل جهدهم بشجاعة وبسالة وفداء إلى استئصال تلك الشرذمة الخبيثة، التي رهنت نفسها لأجندة آيات قم، وأصابت الجسد اليمني بداء سيشفى منه بإذن الله. بعيداً عن إخواننا في اليمن، الذين نتمنى لهم نصراً مؤزَّراً، وأمناً، ووحدةً، ورخاءً، واستقراراً، فقد جاء توجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، حفظه الله، بإنفاذ ما تقرر شرعاً في حق المفحط «كنج النظيم»، وعدم شموله بأي عفو مطبَّق، حازماً، وحاسماً، وقوياً، وفي التوقيت المناسب حيث ستبدأ الإجازة الصيفية؛ ليضع النقاط على الحروف، كما يقال، بأن أي ممارسات خاطئة ستأخذ طريقها إلى المحاسبة الحقيقية والجادة، وليقطع الطريق على أي تكهنات بتهاون الجهات الأمنية مع أي مخالفة تهدد أمن المجتمع وسلامته. إن مفحطاً آخر، ويدعى «المدمر»، تم إلقاء القبض عليه في منطقة عسير، وهو دون شك سينال عقابه الرادع، ولن يتجرَّأ أحد على التساهل معه. إن على شباب الوطن مسؤولية كبيرة في مؤازرة رجال الأمن، الذين يقفون بحزم ضد الإرهاب بكافة أشكاله، وعدم إشغالهم بقضايا التفحيط، وغيرها، فكل جهد أمني سيصب في صالح الوطن الذي يستهدفه الأعداء، سيعود أمناً على المواطنين. وقفة: إن الإرهاب يستهدف أمن الوطن وسلامته، ويستدعي وقوف الجميع في وجهه بقوة وحزم.