أعرب رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دولياً عبد الله الثني عن خشيته من تكرار سيناريو العراق في ليبيا، مع تمدد تنظيم داعش الإرهابي الذي أكدت مصادر تونسية وجوده على مشارف الحدود الليبية التونسية، ما يزيد صعوبة مواجهة هذا التنظيم المتشدد، خاصة أن ليبيا غارقة في نزاع على السلطة. وقال الثني في مؤتمر صحافي في مدينة البيضاء (شرق ليبيا): المدن الليبية قد يصلها تهديد هذه المجموعات مدينة تلو المدينة، ويصبح القضاء على هذه المجموعات صعباً جداً، وما يحدث في العراق الآن دليل على ذلك. وأضاف، بحسب ما نقلت عنه صحفة الحكومة على موقع فيسبوك: نستغرب عدم اتخاذ المجتمع الدولي لموقف حازم حيال ما يحدث في ليبيا، ونستنكر الموقف المتخاذل من قبله، مطالباً المجتمع الدولي بالقيام بواجباته تجاه ما يحدث في ليبيا ورفع الحظر عن التسليح. تحركات داعش يأتي ذلك في وقت أكدت مصادر وشهود عيان ليبيون وجود مقاتلين تابعين لـداعش في منطقة تندميرا الأمازيغية بالجبل الغربي، من خلال استعراض سيارات رباعية الدفع كانت ترفع رايات التنظيم. وقال شهود العيان إن هذه المرة الأولى التي يستعرض فيها داعش قواته في المناطق المتاخمة للحدود المشاركة مع تونس، غير أن المراقبين يرون أن التنظيم بات له حضور في غربي ليبيا، ويسعى إلى جبهة جديدة للقتال ضد الجيش الليبي، تمتد من مدينة غدامس الحدودية مع الجزائر إلى مدينة صبراتة الساحلية. وتندميرا قرية صغيرة توجد بالجبل الغربي الذي يسمى كذلك بجبل نفوسة، تحدها من الشرق منطقة الحرابة، ومن الغرب كاباو وطمزين، وهي تطل على مناطق سفح الجبل مثل تيجي وبدر، وقال مصدر قبلي من مناطق قبائل الصيعان المنتشرة في سفوح شمال الجبل الغربي لـالبيان إن داعش في المنطقة الغربية أصبح حقيقة، وهو يتكون من ليبيين وتونسيين وجزائريين ومغاربة. وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته أن عشرات ممن شاركوا في حرب إطاحة نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي هم الذين يشرفون على معسكرات تدريب داعش في الجبل الغربي والحمادة الحمراء وغدامس، مضيفاً أن هدف داعش في غربي ليبيا هو السيطرة على المعابر الحدودية مع تونس. ويخشى المراقبون من أن يكون هدف داعش القادم هو البحث عن موقع قدم له في مناطق غربي ليبيا التي تمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى حدود النيجر جنوباً مروراً بالحدود المشتركة مع تونس والجزائر، وهي مناطق شاسعة مفتوحة على منطقة الصحراء الكبرى التي توجد فيها جماعات متشددة تبحث عن ساحات جديدة، بعد طردها من شمال مالي ومطاردتها من قبل الجيش الجزائري. جبال الهروج في غضون ذلك، سيطر داعش على جبال الهروج المتاخمة لمدينة الفقهاء بمنطقة الجفرة، والهروج هي أكبر تجمع للجبال البركانية في منطقة شمال إفريقيا تبلغ مساحتها 45.000 كيلومتر مربع، وتوجد وسط ليبيا شمال منطقة وادي الحياة والحواف الجنوبية لمنخفض القطارة، ويوجد بها 150 بركاناً، وأقصى ارتفاع لها 1200 متر. ديات طلب تنظيم داعش من أهالي بلدة هراوة، شرق مدينة سرت، دفع دية قدرها مليونا دينار ليبي، عن 23 من قتلى التنظيم في مواجهات سابقة، كما أعلن داعش عن إهداره دم محمد الزادمة أحد مُنتسبي الكتيبة 166 التابعة لقوات فجر ليبيا ورفاقه من المنطقة، لأنهم شاركوا في القتال ضد التنظيم في سرت.