×
محافظة مكة المكرمة

الامير مشعل بن ماجد : الدولة تولي المشروعات الاجتماعية اهتماما كبيرا وتسعى الى تطوير نظام الدور الاجتماعية

صورة الخبر

كتاب «تجربة بنك الفقراء» يعرض تجربة محمد يونس في تأسيس بنك الفقراء، والذي يعتمد على تقديم القروض اليسيرة والميسرة لهم، وذلك من أجل تمويل مشروعاتهم المنزلية والتي غالبا ما تكون للنساء حيث قدم أكثر من 11 مليونا قرضا للفقراء وبلغت نسبة السداد 99 في المئة، وفلسفة البنك تقوم على أن الإقراض يجب أن يكون كحق من حقوق الإنسان. قبل سنوات عدة حصل محمد يونس على جائزة نوبل للسلام، وذلك تقديراً لجهوده المميزة في تأسيس بنك للفقراء ساعد على إيجاد وخلق تنمية اقتصادية واجتماعية فاعلة، على مدى 30 سنة من الكفاح في سبيل التخفيف من حدة الفقر، وذكرت اللجنة في حينها أنه «لا سلام دائما من دون أن يجد الناس سبيلا لكسر طوق الفقر، والقروض المتناهية الصغر هى أحد تلك السبل»، وقال تعليقاً على فوزه بالجائزة «لا أرى سبباً لأن يكون هناك شخص فقير على ظهر الأرض». وقرر محمد يونس أن يخصص قيمة ما حصل عليه من جائزة نوبل والتي وزعت مناصفة بينه وبين البنك، لإنشاء شركة تقوم بتصنيع أغذية للفقراء تتميز بارتفاع قيمتها الغذائية وانخفاض أسعارها، ليبدأ رحلة جديدة «غذاء الفقراء» كما بدأ من قبل ببنك الفقراء. ورؤية يونس الذي كان يدرس الاقتصاد في جامعة بنغلاديش هو وجود عالم خالٍ من الفقر، ، لاسيما وأن بلاده كانت تعاني من المجاعة، مما جعله يشعر بالأسى نتيجة أنه كان يدرس أحدث النظريات الاقتصادية، وعندما يلتفت إلى النافذة يشاهد الفقر المدقع كيف فعل بالناس، مما ولد لديه صراعا نفسيا، سائلا نفسه: ما فائدة الدراسة إن لم تكن من أجل إحداث نهضة تنموية جادة وتوفير العيش الكريم للناس؟، والذي زاد من شعوره بالأسى عندما رأى الفقراء وهم يصنعون الكراسي من أعواد الخيزران، مقابل مبلغ ضئيل جدا، وذلك لأن المرأة كانت تقترض من التاجر، وكان التاجر يشترط ان يشتري بالسعر الذي يحدده هو، نتيجة حاجة هؤلاء الفقراء للمال، مما جعلهم مجبرين على الاقتراض منه، فقام وحصر أسماء الذين يحتاجون للمساعدة، فصدم بالنتيجة، وكانت هذه هي الشرارة الأولى لتأسيس البنك، وهو أن عدد 42 فقيراً يحتاجون فقط إلى 27 دولاراً كقرض ليقوموا بمشاريعهم الصغيرة، فقام هو وأعطاهم هذا المال من جيبه الخاص، وطلب منهم إرجاع هذا المبلغ متى استطاعوا توفيره. وتحولت هذه المبادرة إلى بنك العام 1983، وهو بنك مملوك للفقراء المقترضين 97 في المئة منهم من النساء، وله 2226 فرعاً، ويعمل به أكثر من 12 ألف موظف، وأقرض منذ إنشائه أكثر من 4 مليارات دولار، والقروض تتراوح بين 12 و15 دولاراً، وكان يقرض المتسولين لإيقافهم عن التسول. ومن أهم سمات البنك، أنه مشروع اقتصادي له أهداف اجتماعية، ويركز تركيزاً كبيراً على مشكلة الفقر، ويحاول إيجاد الحلول وتقديم المساعدة، ويركز على النساء أكثر كونهن قوة العمل الرئيسية، وأنواع القروض كانت:«القرض العام للاستثمار – القرض الموسمي لدعم الزراعة – قرض الأسرة وهو يعطى للمرأة – وقروض الإسكان» لقد كانت البداية بسيطة جدا، ولكن لوجود رؤية واضحة، وإخلاص تام للفكرة، كانت النتيجة والثمرة المرجوة هي تأسيس بنك الفقراء، وهو يعطينا أهم الدروس في الحياة حيث إنه لا يمكن حل أي مشكلة قبل الاعتراف بوجودها، فهو اعترف بمشكلة الفقر أولا، ثم شرع في علاج هذه الظاهرة ثانيا، فكانت النتيجة ثالثا، والتدرج مطلوب في أي عمل، ورسم لنا تجربة تستحق الإشادة في محاربته للفقر. وكم هو جميل لو قامت اللجان والجمعيات الخيرية بالتوجه للمشاريع التي تهدف لبناء الإنسان كالتعليم والصحة، ومساعدة الفقراء على إيجاد مشاريع صغيرة ولإخراجهم من شبح الفقر كما فعل يونس ببنك الفقراء، وصدق من قال:«لو كان الفقر رجلا لقتلته». akandary@gmail.com