أكد المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية، العقيد زياد الرقيطي أنه تم التنسيق مع وزارة الشئون الإسلامية لمضاعفة أعداد دوريات الأمن العام عند المساجد والجوامع بسبب أحداث التفجيرات التي شهدها مسجد الإمام علي في بلدة القديح بالقطيف، وجامع الإمام الحسين في حي العنود بالدمام، لتوفير الحماية لها، وفق ما ذكرت صحيفة «الحياة» أمس الإثنين (1 يونيو/ حزيران2015). وأشار إلى أنه ستكون هناك خطة رقابية ودوريات مكثفة خلال رمضان المقبل. مبيناً أن ذلك يتم بالتنسيق مع المساجد من خلال الوزارة. فيما كشفت الكاميرات الخاصة بجامع الإمام الحسين في حي العنود (الدمام)، تفاصيل العملية الانتحارية التي نفذها أحد الإرهابيين المنتمين إلى تنظيم «داعش» الإرهابي الجمعة الماضي، والتي راح ضحيتها أربعة شهداء، إذ بيّنت أن الإرهابي كان يرتدي زياً نسائياً وحاول اقتحام الجامع بعد كشف حقيقته من طريق الشبان المكلفين بالتفتيش عند بوابة الجامع. وأوضحت الكاميرات التي حصلت «الحياة» على معلوماتها، أن الشهداء الأربعة قاموا بمنع الإرهابي، وطرحوه أرضاً وأمسكوا به، إلا أنه في لحظة قام بتفجير حزامه الناسف الذي كان يلفه حول جسده، قبل أن تصل قوات الأمن التي توجّه إليها الشاب الخامس لاستدعائها لتوقيف الإرهابي. وقال باسم العيثان لـ «الحياة»: «منعوه من الدخول بكل ما أوتوا من قوة وإيمان»، ويسرد القصة من خلال تسجيل الكاميرات الخاصة بالجامع «كانوا خمسة شبان يقفون عند البوابة الجنوبية لجامع الإمام الحسين، ومحل وقوفهم وحراستهم مدخل السور الخارجي وهو مدخل الممرات ومواقف السيارات، حين خرجت امرأة وهي في الحقيقة الإرهابي متنكراً بعباءة نسائية، خرج من بين السيارات متوجهاً إلى الجامع فمنعه الشبان، وقالوا بأنه لا توجد صلاة للنساء، وإن إمام الجامع الشيخ علي الناصر أعلن ذلك قبل ليلتين بمنع صلاة الجمعة للنساء، وقاموا بمنعه من الدخول، فتردد الإرهابي هل يرجع أم يتقدم، ساورتهم الشكوك حول تلك المرأة التي لم تستجب ولم تنطق بكلمة، فحاولوا تنبيهها ومنعها، إلا أنه أظهر حقيقته التي أخفاها تحت زي نسائي، وهجم على الشباب محاولاً الدخول عنوة». وأضاف «أمسكه الشهيد عبدالجليل من الخلف ودفعه إلى خارج البوابة، بينما قام شقيقه الشهيد محمد بالإمساك به من الأمام، وكان إلى جوارهما الشهيدان هادي الهاشم ومحمد العيسى، ودفعوه بشكل قهري وقسري إلى مواقف السيارات، بينما قام خامس الشبان بالإسراع إلى الأمن الذي كان في الجوار، وأخذ يصرخ بهم «إرهابي إرهابي موجود هنا»، وهو عائد سمع صوت الانفجار يدوي في المكان، الذي استشهد على إثره الشبان الأربعة، وقتل الإرهابي، وتناثرت أشلاؤهم على جدران الجامع ووصل بعضها إلى منازل الجيران التي تبعد 150 متراً، وإلى أسطح وأفنية المنازل القريبة من الجامع، بدأت بعدها فرق الأمن في التوافد إلى المكان، وكذلك الدفاع المدني لإطفاء الحرائق التي نشبت في السيارات»، سبقهم إلى موقع الشهداء بعض المصلين الذين خرجوا لاستطلاع الانفجار. وأكد العيثان «أنه خلال هذه الأحداث استمرت خطبة الجمعة، بعد أن هدّأ إمام الجامع المصلين الذين أفزعهم صوت الانفجار، وعادوا للصلاة وبعد انتهائها علموا أن هناك أربعة من أبنائهم قدموا أرواحهم لتستمر الصلاة، وخامسهم يأسف لأنه لم يذهب معهم شهيداً».