×
محافظة المنطقة الشرقية

الإفراج عن "كشغري" يُشعل "تويتر" ما بين مرحّب ومعارض ومستاء

صورة الخبر

ماذا تضيف كلماتي إلى كلمات من كتب عن الراحل محمد دكروب، من كبار الكتاب بالطبع ﻻ شيء ولكن ما دفعني للكتابة عن الإنسان محمد، هي تلك الأصوات التي لم يسمعها وهي أصوات قراء دكروب ومن تعلقوا به من خلال تلك الكلمات التي خلدها لنا، وكيف كان يقع صداها عليهم.. سيدي صاحب القلب والحب والعشق الكبير والدمع الوفير كل هذه الصفات بالطبع تحتاج إلى معاشرتك للشخص كي تتلمسها وتشعر بها. ولكني أعتقد بأن في كل قاعدة استثناء والاستثناء الوحيد لها هنا هو محمد دكروب. تتعرف على كل هذه الأحاسيس خلال كتاباته وكيف كان يصوغ الكلمة كأنك تشعر بالحروف تنطق بين يديه هذه تبكي وهذه تضحك وهذه كأنها كائنات حية بين يديه هو من يصوغ نظام معيشتها، فيكون عدلاً معها هي أحرف الفعل أو الكلمات ولكن مع تخيّلها ليست كذلك عندما يتكلم بصدق تكون الكلمات صادقة مع ما يتخللها من دموع وهي ليست دموعها ولكن دموع ذلك اﻹنسان التي أرادت أن تُشعِر كلَّ من يقرأ لذلك المبدع بهذه الدموع يعرف مدى صدقه فعندما تحدّث عن كيفية تعرّفه على الراحل حسين مروة وكيف فاجأه مروة وهو يقف أمام محل سمكري السيارات الذي يعمل به محمد دكروب ويناديه باسمه وعرّفه بنفسه وأنه تعرّف عليه من خلال كلام «كريم مروة» عنه وأحب من خلاله التعرّف عليه، وكيف أراد أن يصافحه وتذكّر أن في يديه بقايا من زيت بسبب عمله فخجل من أن يصافحه ونحن كقراء لم نحضر تلك اللحظة ولكن دكروب وصفها أحسن وصف ليجعلك تتخيّلها وأنت تقرأها وتتخيّل صورة دكروب وهو واقف أمام اﻷستاذ ويداه متسختان زيتاً وهو مذهول ﻻ يعرف كيف يتحدث.. وعلينا أن نتخيّل ذلك الوجه الطفولي البريء في تلك اللحظة. إن تلك المشاعر الإنسانية التي كانت تلحف أعماله الأدبية هي التي جعلتنا نحب ذلك الكاتب ونتعلّق به دون أن نتعرّف عليه عن قرب أو نتحدّث معه في كل عمل قدّمه لنا من الشارع الطويل «قصص» 1954، جذور السنديانة الحمراء 1974، الأدب الجديد والثورة 1980، شخصيات وأدوار 1987، خمسة رواد يحاورون العصر 1992، الذاكرة ..والأوراق 1993، وجوه..ﻻتموت 1999، وكثير من أعمال ذلك المبدع من الكتب التي تشعرك من خلالها بالشخصية التي أمامك على الورق كأنها شخصية حية لها روح تحاور وتتحاور وتعبر. رحل محمد دكروب في 24/10/2013 عن عمر يناهز خمسة وثمانين عاماً في العاصمة اللبنانية بيروت. رحمك الله يا دكروب لقد خسرك الأدب وخسرك المتلقي وخسرتك تلك الشخصيات التي كان من المفترض لها أن تتنفس من خلال ذلك القلم.