×
محافظة المنطقة الشرقية

الأجهزة الأمنية المصرية: أحبطنا مخططا إرهابيا لتنظيم الإخوان

صورة الخبر

قرأت تصريحين في موقعين مختلفين الأسبوع الماضي، الأول في صحيفة يومية والآخر في صحيفة إلكترونية وكلاهما بعنوان انخفاض أسعار العقارات بنسبة 35 بالمئة في محافظة جدة، الصحيفة اليومية نسبت التصريح لأحد الأشخاص يقدّم نفسه كخبير عقاري وسبق أن أعطى أرقاما ونسبا أثبتت أنها بعيدة عن الواقع، والصحيفة الإلكترونية نسبت التقرير لخبراء عقاريين، المشكلة أنها غير واقعية ولم تُبنَ على دراسات من واقع السوق، وهذه التصاريح يتم تداولها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي. هناك فرق بين تداول المستفيد النهائي وبين تداول المستثمر، فعندما يحجم المستهلك فإن أي مستثمر يتوقف عن العمل، والمستهلك ينتظر انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوى كي يتحرك، والاخر يشتري الأسعار من القاع ويبيعها في القمة ويتحين الفرص. منذ سنتين توقّفَ المستفيد النهائي لأنه ببساطة لا يستطيع الشراء بالأسعار السائدة فقدرته الشرائية ومستوى دخله لا يتناسب معها ويستحيل عليه أن يتملك بأي طريقة، ومعها توقف المستثمر إجباريا لأنه لا يوجد من يشتري عقاره. أكثر ما يحزن عندما ترى إنسانا حائرا يبحث عمّن يستشيره ويدله على الرأي السديد، ثم يظهر أحد المتفلسفين ممن دخل السوق العقاري بدون خبرة أو ممارسة وأصبح يقدم النصائح والتوصيات بعيدا عن الواقع ثم يورّط أناسا بسطاء محتارين يبحثون عن المعلومة الدقيقة. تقارير وزارة العدل وتحليلات بعض الأشخاص ليست دليلا قاطعا على مؤشر التداول العقاري لأننا نفتقد إلى مراكز الدراسات والبحوث المتخصصة التي تقدم المعلومة الدقيقة وتحللها بمهنية سواء في القطاعات الحكومية أو الخاصة. ذكرت مرارا أن سوقنا العقاري سوق التناقضات ويصعب التنبؤ فيه ويفتقد إلى التنظيم، ومن هنا تأتي التصريحات والفرقعات الإعلامية من جميع الأطراف بما فيهم عقاريون ومحللون وأصحاب مصالح، والمتضرر هو صاحب الشأن الذي يبحث عن مسكن يؤويه وأسرته. أي منصف يتمنى انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوى ليتمكن كل مواطن من شراء عقاره ويعود التداول للسوق العقاري ويكسب الجميع ويزدهر الاقتصاد العقاري الذي تباطأ خلال السنوات الماضية إلى حدوده الدنيا. نعم هناك انخفاضات ولكنها متفاوتة خصوصا داخل النطاق العمراني، ولكن الانخفاضات الاعتباطية والأرقام الارتجالية التي يصرح بها بعض المحسوبين على القطاع العقاري لا تمثل الواقع بل مجرد توقعات وأماني، وبزيارة ميدانية للسوق يمكن معرفة أسعار العقار على أرض الواقع بعيدا عن التصريحات من خلف المكاتب. بالرغم من الأوضاع السياسية المتوترة التي تحيط بالمنطقة، وانخفاض أسعار النفط إلى النصف والأزمات المالية العالمية التي عصفت بدول كثيرة إلا أن اقتصادنا ظل متماسكا وقويا بفضل الله ثم التلاحم بين القيادة والشعب. قبل أن تتخذ القرار قم بجولة ميدانية واطلع بنفسك على الأسعار واستشر من تثق برأيه ثم قرر هل تشتري أم تنتظر؟.