×
محافظة حائل

وزارة النقل ترصد 67 مخالفة على عدد من الشركات والمؤسسات العاملة بأنشطة النقل بمنطقة حائل

صورة الخبر

لو تتبعنا مسار حياة العلامة عبدالرحمن بن خلدون لاحترنا لأي مصر من الأمصار العربية يمكن أن ننسبه. هناك من حاول افتراض جذور أمازيغية للرجل، وهو أمر، حتى لو صحّ، لا يضير العرب في شيء، ذلك أن الأمازيغ غدوا، وما زالوا، مكوناً من مكونات الحضارة العربية الإسلامية، منذ أن دخل الإسلام بلاد المغرب العربي، بل إن ثقافتهم أضفت لمسة مميزة على الثقافة العربية، وكان لهم دور مشهود في بلوغ العرب للأندلس، حسبنا هنا التذكير بأن طارق بن زياد نفسه قائد أول حملة لفتح الأندلس كان أمازيغياً. لكن أغلبية الروايات ترجح أن أجداد ابن خلدون عرب، أتوا من حضرموت باليمن، وأن أحد أجداده المسمى بخلدون، والذي ينسب إليه، رحل إلى الأندلس، وأقام في إشبيلية، قبل أن ترحل سلالة العائلة في تواريخ لاحقة إلى تونس، على نحو ما عرف من تنقل للعرب حينها بين ضفتي المتوسط، وفي تونس بالذات ولد عبدالرحمن بن خلدون، وفيها أيضاً اعتكف على كتابة المقدمة الشهيرة التي حملت اسمه. وبعد مشوار من التقلبات والصراعات السياسية، ارتأى، وقد بلغ الخامسة والأربعين من عمره، الانصراف للبحث، فانعزل أربع سنوات في بلدة نائية جنوبي تونس، وعكف على إنجاز ما عقد العزم عليه في تدوين تاريخ العرب والبربر، مبتدئاً في كتابة المقدمة. لكن ابن خلدون جال البلاد العربية، وفي مصر وحدها أقام أربعة وعشرين عاماً، حيث توفي في القاهرة عن سبعين عاماً. وتجدر الإشارة إلى أنه كان يلقب، وهو في مصر، بالمالكي نسبة إلى مذهب الإمام أحمد بن مالك الذي كان يتبعه، تمييزاً له عن أهل مصر الشوافع. وترجح الروايات أنه دفن بمقابر الصوفية خارج باب النصر. نحن إذاً أمام ابن خلدون يمني النسب، أندلسي البيت، تونسي الولادة والمعيش، مصري الإقامة المديدة، هذا دون أن نتحدث عن إقامته في حواضر عربية وإسلامية أخرى. ولكن في ذاك الزمن لم يكن ينظر لمن هم في مقام ابن خلدون على أنهم أبناء مصر بعينه، أو حاضرة بعينها، وإنما بصفتهم أبناء للأمة كاملة. شأن ابن خلدون، نجد أن الشيخ محيي الدين بن عربي المولود في الأندلس، يتجه إلى الشرق ويسلك تطوافاً طويلاً بين مكة والموصل وبغداد والقاهرة وحلب يمتد سنوات، قبل أن يستقر في دمشق، حيث توفي هناك ودفن في جبل قاسيون. madanbahrain@gmail.com