اكتظ المصلون في مسجد علي بن أبي طالب في بلدة القديح في الجمعة الأولى بعد الحادث الإرهابي، حيث توافد المصلون لأداء الصلاة منذ الساعة الحادية عشرة صباحا واستمر التوافد على المسجد حتى أذان الظهر، الأمر الذي دفع إدارة المسجد لتهيئة الساحة الخارجية للمسجد، فضلا عن فتح قاعة مجاورة لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي جاءت كنوع من التحدي للإرهاب الأعمى. وقدر المشاركون في الصلاة الأولى للجمعة التي أعقبت الحادث الإجرامي الذي أودى بحياة 22 شهيدا بأكثر من 500 مصل. وتقدم جموع المصلين الشيخ عبدالعال العبدالعال، الذي حث الجميع على الصبر ومواجهة شتى أنواع التطرف الأعمى الذي يستهدف أمن واستقرار البلاد، لافتا إلى أن الإرهاب لا يحمل أي صبغة إنسانية، فضلا عن الدينية، مقدرا الوقفة الكبيرة من الدولة من أعلى الهرم والتي تمثلت في رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مثمنا زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية للجرحى وتقديم واجب العزاء لذوي الشهداء، وكذلك زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية للمصابين في المستشفى، فضلا عن الوقوف الكبير من جميع أجهزة الدولة في المصاب الجلل الذي أصاب الوطن ككل. وأشاد بالمشاركة الواسعة لتشييع الضحايا واصفا إياه بالمشهد المهيب، مقدرا في الوقت نفسه الحضور اللافت من المناطق الأخرى، والتنظيم الكبير الذي شهده موكب التشييع والذي أعطى رسالة إيجابية للداخل والخارج، داعيا للشهداء بالرحمة الواسعة. وأكد أن وفود العزاء من مختلف مناطق المملكة تشكل رسالة واضحة أن الجميع يقف صفا واحدا ضد القتل وإراقة الدماء من قبل الجهات الإرهابية التي تحمل فكرا متطرفا ويسعى لتكريس الانقسام في المجتمع الواحد. وطالب الدولة بكافة أجهزتها بالضرب بيد من حديد على جميع الجهات الساعية لإثارة الكراهية والفوضى في المجتمع الواحد، مستنكرا الجريمة النكراء التي استهدفت الأبرياء، لافتا إلى أن الجميع على ثقة بالخروج من الامتحان الصعب أكثر صلابة بعزيمة الجميع ورفض كافة أشكال الاحتراب والاقتتال.