عندما تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مسؤولية الوطن قبل أشهر، كانت الفتن حولنا تكاد تعصف بالدولة من استيلاء الحوثيين على صنعاء وتهديدهم الجنوب، وتهديد داعش للعالم الإسلامي كله بخاصة سوريا والعراق وما تبعه من أحداث جسام، لكن الله سبحانه وتعالى قيض لنا رجل المرحلة الذي نظر إلى مآلات الأمور وأسبابها، فوجد أن يد إيران هي التي تعبث بأمن الوطن فتصدى لها بـكل حزم، فكانت «عاصفة الحزم» كهدير الصواعق على الذين يريدون العبث بأمن البلاد، ونجحت العاصفة في ردع الحوثيين وإلزامهم الجحور التي يختبئون فيها كالجرذان، واستعاد الرئيس الشرعي لليمن زمام المبادرة وهدأت الأمور نسبياً، لكن أبالسة الإرهاب الأسود لا يكفون عن محاولاتهم تعكير صفو البلاد فكانت حادثة «القديح» بالقطيف، التي استهدفت مسجداً من مساجد شيعة القطيف لتثير الفتنة في هذه البقعة الغالية من أرض الوطن، وتجلت اللحمة الوطنية في وقوف الجميع صفاً واحداً وتعاونهم في إنقاذ الجرحى ومواساة أهالي الشهداء، والتعاون مع رجال الأمن على كشف غموض الحادثة التي لم يمر عليها أربع وعشرون ساعة حتى كانت الداخلية بقيادة ولي العهد تعلن عن تحديد مرتكبيها وهويتهم ودوافعهم، وكلما تأملت في شخصية الأمير محمد بن نايف -حفظه الله-، أجده يسير على خطى المغفور له بإذن الله، أبيه الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، فأقول هذا الشبل من ذاك الأسد. حزم وحسم وسرعة في اتخاذ القرار مع حلم وأناة واحتواء للأحداث ونظرة عميقة، وقد تجلى ذلك كله في لقائه مع أسر شهداء القديح، حيث احتوى الجميع وكان معهم حليماً مع تمسكه بحق الدولة في القيام بما تراه مناسباً، وردع كل من تسول له نفسه الافتئات على دور الدولة في حفظ الأمن وحماية الوطن والمواطنين. إننا ندعو جميع العقلاء في هذا الوطن إلى كلمة سواء أن نجتمع ولا نتفرق ونختلف ولا نتعصب، والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. إن حكمة الملك سلمان -حفظه الله- كفيلة بعد حفظ الله تعالى أن تقود سفينة الوطن إلى بر الأمان، وأن حسم ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتعاونهما، كفيل بعد توفيق الله تعالى باستمرار التقدم والرقي. للمغرر بهم، انتبهوا لما يحاك للوطن ولا تكونوا أذرعاً تقاد بلا وعي لتدميره، ولا يأخذكم التعصب والحماسة إلى ترك الحسم والحزم، إنه ليس وطناً عاديا إنه بلد الحرمين الشريفين السعودية «إرث» المؤسس عبدالعزيز للأبناء والأحفاد.