×
محافظة المنطقة الشرقية

أمين المدينة يفتتح جسر طريق سكة الحديد وجسر مستشفى الأمير سلطان

صورة الخبر

ربما تفتح توصية ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة ليلى زروقي بإدراج جيش الاحتلال الإسرائيلي في القائمة السوداء إلى جانب التنظيمات الإرهابية لتعمدها مجتمعة إلحاق الأذى بالأطفال، الباب مجدداً لفضح ما يرتكب في فلسطين المحتلة على مدار عقود الاحتلال. ولا شيء يمنع من المقارنة بين قوات الصهاينة والجماعات الإرهابية، فكلاهما قائم على التطرف والعنف الممنهج وارتكاب أفظع ما يمكن أن يتخيله المرء من جرائم. من فضائل عصر الثورة المعلوماتية أنه لا يترك شيئا في الخفاء، فما تعجز عنه عدسات وسائل الإعلام في كشف الانتهاكات الجسيمة تلتقطه مصورات النشطاء لتنتشر سريعاً عبر مواقع التواصل لتعم الفضيحة كل مكان، وعندها لا يمكن للحقيقة أن تظل حبيسة التعتيم. وما يذكر في مسودة تقرير المسؤولة الأممية زروقي إلى بان كي مون، يؤكد أن الجيش الإسرائيلي قتل في عدوانه الصيف الماضي على قطاع غزة ما لا يقل عن 500 طفل دون احتساب نحو 3300 طفل آخرين أصيبوا في ذلك العدوان، وأغلب أولئك الجرحى أصيبوا بعاهات مزمنة حطمت ما بقي من حياتهم. وبالمصادفة فإن هؤلاء الأطفال استشهدوا وأصيبوا، بالتزامن مع عمليات تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة وجبهة النصرة في العراق وسوريا وبوكو حرام في إفريقيا، حيث ارتكبت ومازالت ترتكب أبشع الانتهاكات بحق الأطفال قتلاً وسبياً واغتصاباً وتجنيداً بالإكراه. وبالنتيجة يتبين أن ما يرتكب في تلك المناطق وما يجري في فلسطين المحتلة هو أمر واحد. وإن اختلف مسمى المجرم، يبقى المنطلق واحداً. التقرير الأممي، الذي يساوي بين الجيش الصهيوني والجماعات الإرهابية، يرجح ألا تعتمده الأمم المتحدة وقد يكلف زروقي الجزائرية، منصبها وقد يعرضها لتهمة معاداة السامية لأن النفاق الغربي حاضر للتدخل لتحريف الحقائق وحماية إسرائيل من الملاحقة، ولكن أهم رسائل هذا التقرير أن المقارنة بين الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب الذي تنفذه الجماعات الإرهابية المحسوبة ظلماً على المسلمين، أصبح يصدر من أعلى المؤسسات الدولية. وهذا الاعتراف من شأنه أن يصعد الضغوط على حكومة التطرف في إسرائيل ويمنح الفلسطينيين كسباً جديداً لقضيتهم التي أصبحت في ذيل الاهتمامات الدولية بسبب تركيز الاهتمام على محاربة الإرهاب والتطرف، بينما الإرهاب الإسرائيلي مازال طليقاً يتمتع بالحصانة. ولن تتجرأ الأمم المتحدة على وضع جيش الاحتلال في القائمة السوداء إلى جانب داعش والنصرة والقاعدة، وإنما ستعتبر التوصية موقفاً شخصياً لا يلزم المنظمة الدولية. في الواقع لا تحتاج جرائم إسرائيل والمنظمات الإرهابية إلى مقارنة، فأبسط مراقب يمكن أن يستنتج أن الطرفين ينفذان أجندة واحدة، ولا تتوقف الجرائم عند قتل الأطفال والعجز، بل يتعدى ذلك إلى استهداف الآثار والمعالم الأثرية الخالدة، ومثلما تنسف الآثار في الموصل وتدمر، تفعل إسرائيل الشيء نفسه في فلسطين المحتلة وأساساً في القدس، حيث يجري التهويد ومخططات هدم الأقصى وتغيير معالم المدينة المقدسة. وبإمكان أي واحد أن يربط بين ما يحدث هنا وهناك ليكتشف أن الإفساد والإرهاب في المنطقة عموما يعمل وإسرائيل في قلب مخططاته وربما هي المستفيد الوحيد بعد أن يعم الخراب الجميع. chouaibmeftah@gmail.com