أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، أن من لم يكن له في النصوص الواردة عن الله ورسوله، وما تضمنته من وعيد صارخٍ تقضُّ له المضاجع، وتهتز له الأفئدة، لم يكن له فيها من رادعٍ يردعه، أو زاجرٍ يزجره عن التردي في حمأة هذا الإثم، والتلوُّث بأرجاس هذه الكبيرة شأنَ من أمر وخطَّط، ومن ساعد وجهّز، ومن باشر ونفّذ تلك الجريمة البشعة، وذلك العدوان الآثم، الذي حدث على بلدة القديح، الذي هو في واقعه ضربٌ من ضروب الفساد في الأرض، الذي يستحقُّ مقترفوه العقوبة الرادعة والنكال. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام أن شرَّ ألوان العدوان سفكُ الدم الحرام، وقتل النفس التي حرم الله قتلها وجعل الاجتراء عليها بغير جنايةٍ محادَّةً لله ورسوله، وارتكابًا لكبيرة من كبائر الذنوب، واجتراحًا لخطيئة من أعظم الخطايا، بعد الشرك بالله عزَّ وجل. وشدد في خطبته على أن من أوجب الواجبات تجاه هذه النازلة الأليمة وقوف كافة أهل هذه الديار المباركة في وجه هذا البغي والعدوان الذي لا يرقب مقترفه في مؤمن إلًّا ولا ذمةً؛ إنكارًا لهذا المنكر العظيم؛ إذ هو جدير بالإنكار، حقيقٌ على أن يُكشف عُواره، وتهتك أستاره، وتوضح أخطاره وأضراره، ويماط اللثام عمن يقف خلفه، ويُلهب جَذوته. وفي المدينة المنورة حض إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، على حفظ النفس، وقال: إن بعد الشرك جريمة قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، فجريمة قتل النفس عار وخسار وخلود في النار، مستشهدا بقول الحق تبارك وتعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)، موردا قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرم الله وقول الزور). وذكر إمام المسجد النبوي أنه حتى قتل الإنسان نفسه، حرمه الله ورسوله أشد التحريم، وأن قاتل نفسه في النار ولو كان مسلما سواء قتل نفسه بحديدة أو حزام ناسف أو سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة أو تفجير قنبلة مستدلا بقول الحق تبارك وتعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا). وأشاد فضيلته بما يقوم به رجال الأمن من دور في حماية المجتمع وحفظ البلاد من هذا العدوان وهذا الشر فهم يقومون بواجب شرعي يؤدون حقا يشكرون ويثابون عليه، داعيا إلى التضامن واجتماع الكلمة ووحدة الصف في كل الأحوال.