من الانطباعات الخاطئة عن الهيئات الدولية هو النظر إليها كما ولو أنها محصورة في مجلس الأمن الذي يثـير استياءنا بسبب تمتـع الأعضاء الخمسة دائمي العضوية بحق النقض «الفيتو»، فمجلس الأمن هو أحد تفرعات الأمم المتحدة وليس هو كل الأمم المتحدة ولا كل هيئاتها الدولية، فمن الهيئات التابعة لها التي يعد العالم الإسلامي من أحد أكثر بقاع الأرض استفادة من خدماتها ؛ منظمة الأغذية والزراعة، منظمة العمل الدولية، برنامج الأغذية العالمي، منظمة الصحة العالمية، منظمة الطفولة اليونسيف، محكمة العدل الدولية، وهيئة حقوق الإنسان الدولية ورعايـة اللاجئين وغيرها. وفي قائمة أعلى المتبرعين العشرة لها من الدول لا يوجد بينهم ولا دولة عربية ولا إسلامية واحدة وعلى رأس قائمة أعلى المتبرعين لها أمريكا تليها اليابان ودول أوروبية والصين وعاشر أكثر دولة تبرعا هي المكسيك الفقيرة، والحال بالمثـل في نسب التوظيف فيها بالمناصب العليا وعموم الوظائف، وبالمثـل هيئات دولية أخرى كالصليب الأحمـر وهيئات حقوقية دولية معروفة، وحتى بالنسبة لتبرعات الأفراد فرجـل الأعمال الأمريكي تيد تيرنر مؤسس قناة ( سي.إن. إن ) تبرع بمليار دولار لبرامج الأمـم المتحدة الإنمائية، فلا عجب أنه لا يوجد للعرب والمسلمين تأثـير يذكر على توجـهات وسياسات وقـرارات تلك الهيئات الدولية، رغـم أن الأوضاع المضطربة والمأساوية في العالم العربي والإسلامي منذ أكثر من نصف قرن أثبتت حاجتنا للهيئات الدولية رغم كل علاتـهـا ومآخذنا عليها، لهذا يجـب الدفـع باتجاه توظيف المزيـد من الكفاءات العربية والإسلامية في الهيئات الدولية ورفـع مبالـغ التبرعات لها ونشر التوعية بحقيقة دورها الإيجابي الهام للتقليل من استهداف لجانها العاملة في مشاريـع الإغاثة والتنمية من قبل الجماعات الإسلامية المتطرفة كما حصل في عـدد من الدول العربية والإسلامية الأكثر حاجة لمساعدة تلك الهيئات الدولية.