أصبح إشبيلية الإسباني حامل اللقب أول فريق يتوج أربع مرات بلقب الدوري الأوروبي لكرة القدم يوروبا ليغ بعد فوزه على دنبرو دنبروبتروفسك الأوكراني 3-2 في النهائي على ملعب نارودوفي في العاصمة البولندية وارسو. وتقدم دنبرو مبكراً في الشوط الأول رد عليه إشبيلية بهدفين سريعين، قبل ان يعادل الأول 2-2، بيد ان إشبيلية خطف الهدف الثالث بفضل الكولومبي كارلوس باكا صاحب ثنائية في المباراة. نجح إشبيلية بحجز مقعد مؤهل إلى دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بحسب الانظمة الجديدة، وذلك بعدما اهدر فرصة التأهل محليا بفارق نقطة عن فالنسيا رابع الدوري الإسباني. وهذا التتويج الرابع لاشبيلية في المسابقة بعد 2006 و2007 و2014 فانفرد بالرقم القياسي الذي كان يتقاسمه مع الفريقين الإيطاليين إنتر ميلان ويوفنتوس وليفربول الإنجليزي. كما اصبح الفريق الأندلسي أيضاً أول فريق يحتفظ باللقب منذ تغيير مسمى المسابقة عام 2010. وكان دنبروبتروفسك يحاول استعادة القليل من البهجة للأوكران بتأهله إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخه في ظل الحرب الدائرة في البلاد واضطر دنبرو لاستضافة منافسيه الأوروبيين في العاصمة كييف بسبب خطورة الوضع الامني في شرق البلاد. وحقق دنبرو بداية صاعقة عندما افتتح التسجيل في الدقيقة السابعة بكرة رأسية من هدافه الكرواتي نيكولا كالينيتش من مسافة قريبة على مرمى الحارس سيرخيو ريكو. واصبح كالينيتش ثالث لاعب كرواتي يسجل في نهائي مسابقة أوروبية بعد زفونيمير بوبان وماريو مانزوكيتش. وحاول خوسيه انتونيو رييس معادلة الأرقام لكن الجورجي جابا كانكافا ارتمى وانقذ مرمى الفريق الازرق من الهدف (26). لم يتأخر هدف التعادل، إذ اطلق البولندي غريغور كريتشوفياك تسديدة قوية عانقت زاوية الحارس دنيس بويكو (28). صدمة الهدف لعبت دوراً سلبياً على دنبرو، فتلقى هدفا ثانيا من الكولومبي كارلوس باكا الذي تسلم تمريرة في العمق من رييس فراوغ الحارس ببراعة وسدد في المرمى الخالي (31). فورة الاهداف كادت تتواصل، لكن ريكو انقذ تسديدة صاروخية رائعة ليفغين كونوبليانكا ابعدها فوق العارضة بقليل (36). ولم يرض الفريق الأوكراني بالدخول متأخرا إلى غرف الملابس، فتولى رسلان روتان تنفيذ ضربة حرة جميلة عانقت الشباك (44). وهذا أول نهائي اوروبي منذ مباراة ليفربول الإنجليزي والافيش الإسباني يدخل فيها اربعة اهداف في الشوط الأول. وفي الشوط الثاني، اكد باكا نجوميته في المباراة عندما سجل هدف الفوز لإشبيلية بتمريرة من فيتولو تعامل معها بنجاعة امام المرمى (73). وكاد باكا يسجل الثلاثية لكن الحارس بويكو انقذ رأسيته في الدقيقة 80، قبل ان يحسم إشبيلية المباراة واللقب الغالي. لاعبو إشبيلية سعداء بصناعة التاريخ قال الأرجنتيني إيفر بانيغا الذي اختير أفضل لاعب في النهائي:كنا ندرك بأن المباراة ستكون صعبة لأنها كانت النهائي، لم نكن مسترخين على أرضية الملعب بل كنا مركزين تماماً على مهامنا. كنا نعلم بأنهم خصم صعب جداً لكننا عملنا بجهد من أجل تحقيق الفوز لأن عائلاتنا والأصدقاء موجودون هنا. وتابع بانيغا: نملك مدرباً رائعاً تمكن من استخلاص أفضل ما نملكه من إمكانات، نحن لا نسترخي أكان على أرضية الملعب أو على مقاعد الاحتياط. لدينا منافسة صحية بين اللاعبين من أجل اللعب في التشكيلة الأساسية. لقد ساندني المدرب إيمري، دفعني وساعدني على التطور. الفوز بالنهائي والتأهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا - ماذا بإمكان المرء أن يطلب أكثر من ذلك؟ ومن جهته، تحدث المدافع البرتغالي دانيال كاريسو عن إنجاز فريقه قائلاً: ما نفعله رائع: نحن نصنع التاريخ مع هذا النادي. هذا النادي الذي يتمتع بطموح كبير وجمهور مذهل. إنه يلحق بنا إلى كل ملعب. من الصعب أن نشرح ما نشعر به الآن بعد الفوز بلقب هذه المسابقة لعامين على التوالي. هذه المسابقة التي من الصعب الفوز بها. إنه أمر مذهل بالنسبة لنا والجمهور، ونحن سعداء لأننا سنحمل معنا إلى مدينتنا هذه الكأس الرابعة. وأعرب كاريسو عن سعادته لتمكن زميله الكولومبي كارلوس باكا من تسجيل ثنائية وقال: نحن سعداء جداً من أجله، كان دوره ليكون البطل لكن عندما نفوز، فالفوز يكون للجميع، من الشخص المسؤول عن ملابس الفريق حتى رئيس النادي. سيليزنيوف يتخلى عن ميداليته إلى ابنه أكد يفغين سيليزنيوف الذي كان خلف وصول فريق دنبرو إلى النهائي بعد أن سجل مرتين في مرمى نابولي الإيطالي خلال الدور نصف النهائي: ما حصل يؤلمني جداً،عندما تصل إلى النهائي فأنت لا تفكر سوى في الانتصار ثم تخسر، وبغض النظر عما حققته سابقا فأنت خسرت والخسارة تؤلم جداً. أعطيت ميداليتي للوصيف إلى نجلي وقلت له هذه الكلمات: تذكر ذلك، لا تقبل سوى ميدالية الفائز ولا تكن يوماً سعيداً بميدالية المركز الثاني. أما قائد الفريق روسلان روتان فقال: من الصعب التحدث عما افتقدناه، لكن بامكاننا تصنيف هذا الموسم بالموسم الناجح. لم نفز بالكأس، كنا قريبين منها لكن المنافس استغل الأخطاء التي ارتكبناها ونحن ارتكبنا أخطاء أكثر من إشبيلية.إنهم فريق قوي وفازوا بلقب يوروبا ليغ للموسم الثاني على التوالي. لم يسمحوا لنا اللعب بالطريقة التي نحبها. إيمري: لحظة استثنائية أكد أوناي إيمري المدير الفني لنادي إشبيلية أن النادي والجماهير ينبغي أن يستمتعوا باللحظات الجميلة. وقال إيمري: إنها لحظة استثنائية، أريد أن أشكر مدينة إشبيلية والجماهير، لقد شعرنا جميعا بمسؤولية اسعادهم من خلال العمل الشاق. وأضاف: أود أيضا أن أشكر دنبرو وكل الجماهير التي جاءت من جميع أنحاء أوكرانيا، لأنهم قدموا بطولة مذهلة، وكانت جماهيره وفية بكل معنى الكلمة.وأشار إيمري: الآن ليس وقت الحديث عن المستقبل، لقد تعلمت قبل مدة طويلة أن عليك أن تعيش الحاضر دون أن تفكر في المستقبل. وتابع:لقد طلبنا الكثير من أنفسنا لذا نريد أن نستمتع بإنجازنا الرائع في الوقت الحالي، سنبدأ بالتفكير في دوري أبطال أوروبا في الفترة المقبلة، الآن سنستمتع بالانجاز مع عائلاتنا وأصدقائنا ومشجعينا. شعور بالفخر في دنبرو رغم الخسارة في النهاية طغى الواقع متجلياً في فوارق تتلعق بالمستوى والميزانيات والخبرات في نهائي الدوري الأوروبي ليذهب اللقب لإشبيلية للعام الثاني على التوالي وهو الذي كان مرشحاً لنيله. لكن دنبرو لم يشأ أن يحدث هذا قبل أن يثير الرعب في صفوف منافسه الإسباني في طريقه للهزيمة 3-2 في مباراة نهائية مثيرة بالاستاد الوطني في وارسو. وفي بعض الأوقات بدا أن الفريق القادم من مدينة صناعية تدور في جوارها حرب أوكرانيا غير قادر على المنافسة. فحتى جناحه البارز يفغين كونوبليانكا الذي ظهر حاسماً لا يشق له غبار ليقود الفريق لتجاوز أياكس أمستردام ونابولي في أدوار سابقة وقف يعاني للوصول لمستواه في أول نصف ساعة أمام الخبرات المتوفرة لدى الفريق الإسباني. وضمت تشكيلة دنبرو - التي اعتمد النادي في بنائها على أموال الملياردير إيغور كولومويسكي - عدداً كبيراً من اللاعبين الذين سبق لهم اللعب في أندية كبرى بأوروبا. ويقدر موقع لإحصاءات كرة القدم القيمة المالية للتشكيلة بنحو 110 ملايين دولار، لكن إشبيلية يساوي ضعف هذه القيمة وبحوزته الآن ملايين إضافية من إيرادات البث التلفزيوني من المسابقة الأوروبية إضافة للأموال التي تدرها مباريات دوري الدرجة الأولى الإسباني واسعة الانتشار عالمياً. وبالنسبة لآلاف من المشجعين الأوكرانيين الذين قطعوا الرحلة إلى الجارة بولندا لحضور المباراة بأزياء ميزها اللونان الأزرق والأبيض بعد ثلاث سنوات من اشتراك البلدين في استضافة نهائيات بطولة أوروبا 2012 فإن في الحدث نفسه الكثير من التعويض. باكا يبعثر خطط ماركفيتش بلغ كارلوس باكا مهاجم إشبيلية ذروة قوته ولم تفلح أي استعدادات من ميرون ماركفيتش مدرب دنبرو في إيقاقه بعد هدفين سجلهما ،أحدهما هدف الفوز قبل النهاية. وتوقع ماركفيتش أن يكون لباكا أثر ودرب لاعبي فريقه على هذا الأساس لكنهم لم يفلحوا في إيقاف اللاعب الكولومبي الذي أنهى الموسم وفي حصيلته سبعة أهداف بالمسابقة القارية. وقال ماركفيتش: ركزنا بشكل كبير على هذا الأمر.. كنا نعرف أن باكا سيلعب دوراً هجومياً في منتهى القوة، للأسف تركناه يفعل ذلك. واشتهر دنبرو كأحد أقوى فرق البطولة وأكثرها تنظيما وصلابة ليصل للنهائي مطيحاً في طريقه بفرق كبرى. وبوجود البرازيلي دوغلاس توفر للفريق قوة في وسط الملعب منحته التفوق على فرق كنابولي الإيطالي وأياكس أمستردام الهولندي. لكن إشبيلية كان أقوى من كل المنافسين السابقين، وقال ماركفيتش: قبل المباراة كان دوغلاس واحداً من أفضل المدافعين في أوروبا، لكن حين يسجل مهاجم هدفين يمكنك ربما القول إن المدافع لم يكن قادراً على منعه لكن يجب أن تشيد بالمهاجم باكا فقد لقد لعب بطريقة جيدة جداً.