×
محافظة مكة المكرمة

‏عشريني يقتل والدته طعنا

صورة الخبر

لم يكن الانتصار الذي حققه إشبيلية الاسباني الأربعاء في العاصمة البولندية (وارسو) على دنبروبتروفسك الأوكراني (3/2) عادياً، إذ أدخل النادي الأندلسي تاريخ القارة العجوز بعدما أصبح أول فريق يتوج بلقب مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» للمرّة الرابعة. «ماذا بإمكانك أن تطلب أكثر من ذلك؟»، هذا ما خلص إليه الأرجنتيني إيفر بانيغا الذي اختير أفضل لاعب في النهائي، مضيفاً «كنا ندرك بأن المباراة ستكون صعبة لأنها كانت النهائي. لم نكن مسترخين على أرضية الملعب بل كنا مركزين تماماً على مهامنا. كنا نعلم بأنهم خصم صعب جداً لكننا عملنا بجهد من أجل تحقيق الفوز لأن عائلاتنا والأصدقاء موجودون هنا (في وارسو)». ولم يكن التتويج الرابع للنادي الأندلسي، بعد 2006 و2007 و2014 وانفراده بالرقم القياسي الذي كان يتقاسمه مع الفريقين الإيطاليين إنتر ميلان (1991 و1994 و1998) ويوفنتوس (1977 و1990 و1993) وليفربول الإنجليزي (1973 و1976 و2001)، محصوراً بالمسابقة القارية الثانية فقط، بل أنه مكن فريق المدرب أوناي إيمري من حجز بطاقته إلى دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا بحسب النظام الجديد، وذلك بعدما أهدر فرصة التأهل محلياً بفارق نقطة عن فالنسيا رابع الدوري الاسباني. وتابع بانيغا «نملك مدرباً رائعاً تمكن من استخلاص أفضل ما نملكه من إمكانات، نحن لا نسترخي إن كان على أرضية الملعب أو على مقاعد الاحتياط. لدينا منافسة صحية (بين اللاعبين) من أجل اللعب في التشكيلة الأساسية. لقد ساندني (إيمري)، دفعني وساعدني على التطور. الفوز بالنهائي والتأهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا - ماذا بإمكان المرء أن يطلب أكثر من ذلك؟». وأصبح أشبيلية أول فريق يحتفظ باللقب منذ تغيير مسمى المسابقة العام 2010، علماً بأنه كان ثاني فريق يحتفظ بلقبها بمسماها القديم «كأس الاتحاد الأوروبي» عندما توج بها عامي 2006 و2007 بعد مواطنه ريال مدريد عامي 1985 و1986. شجاعة دنبرو أما دنبرو الباحث عن لقبه الأول منذ الحقبة السوفيتية والفائز في طريقه إلى النهائي على أولمبياكوس اليوناني وأياكس أمستردام الهولندي ونابولي الإيطالي، فعجز عن أن يصبح ثاني فريق أوكراني يتوج بلقب المسابقة بعد شاختار دانييتسك (2009)، إذ خاض نهائي إحدى المسابقات الأوروبية لأول مرة، ويبقى أفضل انجاز قاري له وصوله إلى ربع نهائي كأس الأندية الأوروبية البطلة لموسمي 1984-1985 و1989-1990. ومن جهته تحدث المدافع البرتغالي دانيال كاريسو عن انجاز فريقه قائلاً: «ما نفعله رائع: نحن نصنع التاريخ مع هذا النادي. هذا النادي الذي يتمتع بطموح كبير وجمهور مذهل. إنه يلحق بنا إلى كل ملعب. من الصعب أن نشرح ما نشعر به الآن بعد الفوز بلقب هذه المسابقة لعامين على التوالي. هذه المسابقة التي من الصعب الفوز بها. أنه أمر مذهل بالنسبة لنا والجمهور، ونحن سعداء لأننا سنحمل معنا إلى مدينتنا هذه الكأس الرابعة». وأعرب كاريسو عن سعادته لتمكن زميله الكولومبي كارلوس باكا من تسجيل ثنائية في مباراة تقدم حلالها دنبرو مبكراً في الشوط الأول رد عليه أشبيلية بهدفين سريعين، قبل أن يعادل الأول 2/2، بيد أن النادي الأندلسي خطف الهدف الثالث في الدقيقة 73 بفضل باكا: «الذي يسجل عادة» بحسب زميله البرتغالي «واليوم حصل على فرصة تسجيل ثنائية. نحن سعداء جداً من أجله، اليوم كان دوره ليكون البطل لكن عندما نفوز، فالفوز يكون للجميع، من الشخص المسئول عن ملابس الفريق حتى رئيس النادي». أما إيمري، فقال بدوره: «إنها لحظة مميزة جداً - أريد أن أشكر مدينة أشبيلية والمشجعين. شعرنا جميعنا بمسئولية أن نجعلهم سعداء من خلال العمل بجهد كبير. أريد أيضاً أن أهنئ دنبرو وجميع المشجعين الذين أتوا من جميع أنحاء أوكرانيا لأن فريقهم قدم بطولة رائعة وكان يستحق التواجد في النهائي». ويعتبر وصول دنبرو إلى النهائي للمرّة الأولى في تاريخه انجازاً كبيراً في ظل الحرب الدائرة مع الانفصاليين الموالين لروسيا، واضطرار الفريق القادم الشرق لاستضافة منافسيه الأوروبيين في العاصمة كييف بسبب خطورة الوضع الأمني في شرق البلاد. ومن المؤكد أن الهزيمة كانت مؤلمة جداً بعد أن كان الفريق الأوكراني قاب قوسين من الانجاز، وهذا ما أكده يفغين سيليزنيوف الذي كان خلف وصول الفريق إلى النهائي بعد أن سجل مرتين في مرمى نابولي الإيطالي خلال الدور نصف النهائي (1/1 ذهاباً و1/صفر إياباً). «ما حصل يؤلمني جداً»، هذا ما قاله سيليزنيوف الذي توج باللقب القاري العام 2009 مع شاختار دانييتسك، مضيفاً «عندما تصل إلى النهائي فأنت لا تفكر سوى بالانتصار ثم تخسر، وبغض النظر عما حققته سابقاً فأنت خسرت والخسارة تؤلم جداً. أعطيت ميداليتي (للوصيف) إلى نجلي وقلت له هذه الكلمات: تذكر ذلك: لا تقبل سوى ميدالية الفائز ولا تكن يوما سعيداً بميدالية المركز الثاني». أما قائد الفريق روسلان روتان الذي سجل أحد هدفي دنبرو في النهائي، فقال: «من الصعب التحدث عما افتقدناه الليلة، لكن بإمكاننا تصنيف هذا الموسم بالموسم الناجح. لم نفز بالكأس، كنا قريبين منها لكن المنافس استغل الأخطاء التي ارتكبناها ونحن ارتكبنا أخطاء أكثر من اشبيلية. إنهم فريق قوي ولقد فازوا للتو بلقب يوروبا ليغ للموسم الثاني على التوالي. لم يسمحوا لنا اللعب بالطريقة التي نحبها».