عاد السيّاح العرب إلى ديارهم، بعد أن أنفقوا في صيف هذا العام بلايين الدولارات.. بدّدوها بلا وعي في الفنادق، ودور اللهو، والمطاعم، ومظاهر الحياة الأخرى. * ويلفت كاتب بحريني غيور، ما يفعله العرب بثروة البترول من بطر وبذخ أسطوري مبتذل، لم يعد مقبولًا لا بمقاييس الأخلاق، ولا الذوق الرفيع، ولا أحكام الدِّين.. صورة يندى لها الجبين. * وفي زيارة عابرة للندن قبل أسابيع، كنا نشاهد سيارات تحمل لوحاتنا المحلية، تقف أمام الفنادق والمطاعم، يتجمّع حولها الناس للفرجة، وتسمع من يقول إن هذه السيارة قيمتها مليون جنيه، وتلك اشترى صاحبها نمرتها المميّزة بمائة ألف ريال، وينقل الراصد، بأن الشباب العربي في الخارج يتحدّثون عن فلان الذي نقل سيارته الأعجوبة من بلاده بواسطة طائرته الخاصة. داعيًا المجتمعات التي فرّخت تلك الظاهرة العبثية برفضها. نشاهد هذه الصورة البشعة في الوقت الذي تهدد دول المنطقة في وجودها، ويعم الفقر أرجاءها، ويعاني شبابها من بطالة مدمّرة، وتشكو شعوبها من نقص في بنيتها الأساسية، وتردي خدمات مرافقها الحيوية، وتخلّف أنظمتها البيروقراطية.. نشاهد هذه الصورة القبيحة في الوقت الذي نعلم فيه أن البترول الذي يتدفق في أراضينا زائل في يوم قريب، وأن الشعوب يجب أن تستثمر لمستقبلها. * يشبّه الكاتب القدير أوضاع عالمنا العربي الغني بثرواته، باقتصاد الأرجنتين الذي كان في حقبة ما بنفس مستوى الاقتصاد الأمريكي، لقد كان كلاهما بلدًا زراعيًّا وغنيًّا، لكن الأمريكيين استعملوا فائض ثروتهم الزراعية الهائلة لبناء اقتصاد صناعي من خلال استيرادهم للفكر الصناعي الأوروبي، بينما استعمل الأرجنتينيون فوائض ثرواتهم لاستيراد بضائع الرفاهية، وصرف جزء كبير من تلك الثروة على حياة البذخ والابتذال. وأظنّنا في ما تبقى من عالمنا العربي نسير على خطى الأرجنتين.. ويا ربي سلّم!! للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (40) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain