حدث أن قابلت ـ المغفور له بإذن الله ـ عبدالرحمن بن سعود في نادي النصر، وقد كانت فترة إقالة مدرب واحضار مدرب، والنادي في خضم الموسم، وقد تأخر نوعا ما في إحضار المدرب فقلت له بما معناه: إن الضغط الآن بين الجماهير كبير بسبب التأخير، ويزيد ذلك أن الصحافة في كل يوم تزيد من التأجيج!! وكأني بذلك أقول له إنه يجب أن يستعجل حتى لا يكثر الهرج والمرج أكثر مما هو عليه!! وبعد أن انتهيت من حديثي والذي كان فيه ـ رحمه الله ـ منصتا له أيما إنصات.. قال لي: اسمع يا عزيزي، إن قراراتي لن يتحكم فيها ضغط إعلام أو عاطفة جماهير، فأنا مؤتمن على هذا الكيان والقرار يجب أن أكون مقتنعا فيه متحملا مسؤوليته حتى ولو كان ذلك على حساب تأخيره، ثم أكمل قائلا: إن من يضغطون علي الآن من الجماهير المحبة هي تتحدث بلغة الانفعال بحكم عاطفتها تجاه فريقها، لكي أستعجل، تأكد أنهم أول من سيكونون ضدي بعد أول خسارة لنتيجة مباراة!!. لذلك فلا ضير سأتحمل كل الضغوط في سبيل أن أخرج بقرار أكون قد درسته من كل النواحي، وأن أتحمل مسؤوليته على أقل تقدير وأنا مقتنع فيه، وإلا فما أسهل أن أقرر وأجلب أي مدرب في سبيل أن يهدأ الجميع وأن يبتعد الضغط عني في الفترة الحالية!!. ولكن لا أريد أن يكون ذلك على حساب قناعاتي لأن ذلك سيكون وقعه أشد علي فيما لو كان قرار جلب المدرب بدون دراسة وبسرعة خاطئا!!. ختاما: ما رويته هو درس إداري فائدته للطرفين سواء الإداري في أن يتحمل الضغوط ويواصل في تنفيذ خطته التي بناها عن دراسة، وأيضا للجماهير في دعم قرارات إدارة فريقها طالما أنها ومن (تجربة) تؤتي أُكلها، وإن أراد أيا كان سواء جماهير أو أقلام ان يدلي بدوله فليكن (مطالبة) لا (محاربة) تساهم في فتح أفق جديدة، لا كما يقوم بما يقوم به (البعض)، من أصحاب الانتصارات الشخصية، نوعية: إن لم تنفذ الإدارة طلباتي وما أراه فأنا (سأحاربهم) وسأكون لهم من (المتربصين) المتصيدين!!.