جنيف، 27 مايو/آيار (إفي): يمر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بواحدة من أسوأ لحظاته بفضيحتي فساد متزامنتين أسفرت اليوم عن اعتقال سبع قيادات رياضية جميعهم من منطقة الأمريكتين حيث يواجهون تهم خطيرة الآن تتعلق بالفساد وتطالب الولايات المتحدة بتسليمهم. ويأتي هذا الحدث غير المسبوق قبل يومين فقط من الجمعية العمومية لـ(فيفا) المكونة من 209 اتحادات، تجمع رؤسائهم خلال الأيام الأخيرة في زيورخ حيث جرت عمليات الاعتقال. وتعد أكثر وأهم نقاط الجمعية أهمية واثارة للجدل مسألة اختيار رئيس (فيفا) واصرار الحالي جوزيف بلاتر على الاستمرار في قيادة المنظمة على الرغم من أن عمره 79 عاما والسنوات الـ16 التي قضاها في المنصب، بل وتأكيده في الانتخابات السابقة إنه لن يسعى وراء الترشح مجددا. وكانت عملية فوز بلاتر بولاية جديدة تعد شبه محسومة حتى أحداث اليوم التي يمكنها تغيير كل طموحات بلاتر لتعطي فرصة للأمير الأردني علي بن الحسين. وكان المرشحان الآخران: اللاعب السابق لويس فيجو ورئيس الاتحاد الهولندي مايكل فان براج أعلنا انسحابهما من السابق عقب اعترافهما بعدم وجود فرصة لهما في الفوز ليعربا عن دعمهما للأمير الأردني. وقال المتحدث بإسم الفيفا والتر دي جريجوريو اليوم عقب الاعلان عن عمليات الاعتقال لم نفكر أبدا في تأجيل الجمعية العمومية أو الانتخابات، سنستمر في أجندة العمل الموجودة. ويأتي هذا الأمر على الرغم من الأصوات التي كانت تطالب بتأجيل الأمر، نظرا للأراء الكثيرة بخصوص أن (فيفا) تخاطر بمصداقيتها لأقصى درجة، وبعد معرفة ضخامة قضيتي الفساد التي تحقق فيهما بشكل متوازي ولكن مستقل كل من العدالة الأمريكية والسويسرية. وبدأ التحقيق الأول في نيابة نيويورك بسبب الدفع المفترض لرشاوي تتخطى قيمتها مائة مليون دولار لقيادات بـ(فيفا) لكي تحصل شركات معينة على حقوق بث ودعايا ورعاية بطولات كروية في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية والكاريبي. وفي إطار هذه العملية تم اعتقال الأوروجوائي ايوخينيو فيجيريدو (نائب رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم وفيفا) والكوستاريكي ادواردو لي (رئيس الاتحاد الكوستاريكي لكرة القدم والموظف بفيفا) والبرازيلي جوزيه ماريا مارين (عضو اللجنة التنفيذية باتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم). وألقي القبض أيضا على خوليو روتشا (الرئيس السابق للاتحاد النيكاراجوي لكرة القد والموظف بفيفا) والفنزويلي رفائيل اسكيفيل (رئيس الاتحاد الفنزويلي لكرة القدو عضو اللجنة التنيفذية لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم). وألقت الشرطة السويسرية أيضا القبض على البريطاني كوستا تاكاس (نائب الأمين العام لاتحاد كرة القدم بجزر كايمان) وجيفري ويب (رئيس اتحاد وسط وشمال أمريكا والكاريبي ونائب رئيس فيفا). وبالنسبة للتحقيق القضائي الثاني فإن وزارة العدل السويسرية كانت بدأته في نوفمبر/تشرين ثان الماضي بناء على طلب من (فيفا) نفسها بخصوص تهم الفساد وغسيل الأموال المرتبطة باختيار روسيا مقرا لمونديال 2018 وقطر لبطولة 2022. وعلى الرغم من هذا أكد المتحدث بإسم (فيفا) اليوم أن البطولتين ستلعبان في روسيا وقطر، على الرغم من كل ما أثير بخصوص الأخيرة التي أثناء اختيارها في 2010 لم يكن لديها البنية التحتية المطلوبة. وحتى الآن لا يزال عدد وهوية الأشخاص الذين تحقق النيابة السويسرية بخصوصهم، فيما صادرت وزارة العدل مجموعة من الوثائق والبيانات الالكترونية من مقر (فيفا) اليوم.(إفي).