جدة: أسماء الغابري شهد قطاع المصرفية الإسلامية في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا، جاء ذلك على صعيد التمويل الإسلامي الذي ارتفع في عام واحد بنسبة 27 في المائة، حيث قفز من مستويات 800 مليار دولار، إلى 1.1 تريليون دولار، وحسب توقعات «ستاندرد آن بورز» فإن مبيعات الصكوك ستتضاعف لتبلغ ثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2015، في ظل سعي الشركات للاستفادة من هذه السوق. وأوضح سعود دهلوي، الرئيس التنفيذي لشركة «إتقان» خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن مراكز التمويل الإسلامي عالميا تتركز في منطقة الشرق الأوسط بما فيها «إيران» التي تقدر حصتها بـ35.7% من مجموع الأصول المالية الإسلامية تليها المملكة العربية السعودية بنسبة 13.9%، ثم الإمارات العربية المتحدة ب8.7%، فالكويت 7.3%، ثم البحرين 5.3%، تليها قطر 4.8%، بالإضافة إلى ماليزيا التي تبلغ حصتها 12.3%. وبين دهلوي أن 98% من أصول التمويل الإسلامي عالميا مملوكة لدول منظمة العالم الإسلامي، الأمر الذي يتطلب وضع الحلول التي تتناسب مع هذه الزيادة والنمو المضطرد. واعتبر دهلوي الأزمة المالية التي حدثت في عام 2008 أهم العوامل التي جعلت العالم ينتبه إلى المصرفية الإسلامية وتسبب هذا الانتباه في نمو القطاع، مبينا أن قدرة المصرفية الإسلامية في الاحتفاظ على متانتها المالية أكثر من البنوك الاعتيادية وهو الأمر الذي خلق حالة من الثقة أدت إلى الاندفاع نحو هذا القطاع وتبني البنوك الأجنبية للفكرة بشكل موسع. وبين دهلوي خلال الندوة الـ34 للاقتصاد الإسلامي التي نظمتها مجموعة البركة المصرفية في جدة، أن تطبيق المصرفية الإسلامية بدأ في دول خارج منظومة العالم الإسلامي نتيجة التطور الكبير الذي تشهده الأسس المصرفية الإسلامية وانعكاسها على إيجاد الحلول في الجهات التي تعمل على تطبيق أنظمة المصرفية. وتناولت الندوة جملة من الموضوعات الهامة في الشأن المصرفي وعددا من التحديات التي تواجه الصناعة المصرفية الإسلامية، وسيما موضوعات زكاة الديون التي تعد من المسائل المهمة، خصوصا في ظل انتشار المؤسسات المالية المتخصصة في التمويل من مصارف وشركات، وما تبع ذلك من توسع في الطلب على التمويل بمختلف أنواعه وآجاله من القطاعين العام والخاص، وقد ظهر أثر ذلك في القوائم المالية للشركات والمؤسسات بمختلف أنواعها. وفي ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه القائمون على هذه الصناعة، توقع دهلوي أن تشهد المصرفية الإسلامية نموا متزايد وإقبالا كبيرا من قبل المتعاملين في هذه السوق لا سيما مع الحلول المتوقع أن تخرج بها مثل هذه الندوات المتخصصة التي تضم نخبة من الخبراء والباحثين في التمويل والمصرفية الإسلامية.