باريس: «الشرق الأوسط» فريدة خلفة ليست غريبة عن محيط الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. إن هذه الفنانة الجزائرية بدأت نشاطها في باريس عارضة للأزياء لدى كبار المصممين، حيث تعرفت على زميلة إيطالية تدعى كارلا بروني وارتبطت بصداقة وثيقة معها ما زالت قائمة بينهما اليوم بعد ربع قرن. ولما تزوجت كارلا من ساركوزي، فإنها اختارت فريدة شاهدة على عقد الزواج. وعندما زار الثنائي الرئاسي تونس في عام 2008 فإن فريدة رافقت كارلا في الزيارة والتقط المصورون لهما الصور وهما تغطيان رأسيهما بوشاح عند زيارة أحد المواقع الدينية. خلال الحملة الماضية للانتخابات الرئاسية التي حاول فيها ساركوزي الفوز بولاية ثانية، رافقت فريدة خلفة الثنائي نيكولا وكارلا في يومياتهما العادية داخل البيت، وهي تحمل الكاميرا، بعد أن كبرت على عرض الأزياء وتحولت إلى ناشطة في ميادين الفن والموضة. وكانت نتيجة المتابعة فيلما وثائقيا تعرضه القناة الخاصة «ديركت 8» مساء الثلاثاء المقبل، بعد أن جرى تنظيم عرض مسبق للصحافة. وهو فيلم يبدو وكأنه من تلك الأفلام العائلية التي يتم تصويرها بكاميرا فيديو قديمة، بيد مهزوزة وغير محترفة. وفيه نرى الأب والأم يناغيان طفلتهما جوليا مثلما هي العادة في بيوت الناس العاديين، لا سكان «الإليزيه». تكشف فريدة أنها تسللت مثل «فأر» إلى الزوايا وسعت لأن تكون غير مرئية وهي تصور يوميات الثنائي الرئاسي من فبراير (شباط) إلى مايو (أيار) 2012. وقد خرجت من المهمة بالفيلم الذي يستغرق عرضه 52 دقيقة ويثير الفضول والدهشة نظرا لما يقدمه للمشاهد من لقطات شديدة الخصوصية. لقد سمح لها الرئيس بالدخول إلى كافة الأجنحة الخاصة في القصر الرئاسي، وحضور الاجتماعات المغلقة، وتصوير ولدي كارلا، دون أن يصل الأمر إلى حد الحصول على كشوفات سياسية أو حقائق فاقعة وغير معروفة. إن المخرجة غير معنية بفك رموز الخطة التي اتبعها ساركوزي في الحملة، ولا البحث عن إشارات تفيد برغبته في العودة إلى مسرح الحكم، بعد أن كان قد أعلن أنه سينسحب من الحياة السياسية، في حال الخسارة، ويعود إلى مهنة المحاماة. ليلة الخسارة، تصور فريدة خلفة الرئيس الشاب وهو يؤكد لرفيقه وراعيه إدوار بالادور، رئيس الوزراء السابق، أنه لن يعود. أما كارلا فإنها تبدي أسفها قائلة: «إن الناس يحبونك كثيرا». وبفعل الصداقة بينهما، تحاول المخرجة التركيز على الفرنسية الأولى وتصويرها في أحسن حالاتها. كما تثني على دورها اللطيف بجانب الرئيس وحسن تصرفها والوقت الذي تخصصه للمناسبات البروتوكولية. إنها ترى زوجها ينفعل أمام مباراة لكرة القدم فتنصحه بأن يوفر طاقته للمعركة الانتخابية التي ستعلن نتائجها بعد ساعات. وفي مشهد آخر، تسأله وهو خارج من لقاء جماهيري: «هل تود تغيير قميصك؟»، أو «هل تريدني أن آتي يا حبيبي.. سأجيء.. سأصل». فمن المعروف أن كارلا كانت تمضي أغلب أيامها في بيتها الخاص في باريس، وتتردد على جناحها في «الإليزيه» عند الحاجة، بينما يذهب الرئيس ليبيت عندها في عطلات نهاية الأسبوع. في الطائرة الرئاسية، تستعيد كارلا التي احترفت الغناء، أغنية لداليدا، بينما ساركوزي يصفق على إيقاعها. وفي بيتها، تحمل طفلتها منه، جوليا، بين ذراعيها وتقدم إرشادات صغيرة لزوجها، تتعلق بالمظهر أو بالصحة. وعندما تعلن النتائج ويخرج ساركوزي خائبا، تجمع كارلا الأبناء وتقول لهم بأن عليهم أن يكونوا لطفاء جدا معه، وكأنها زوجة عامل استغنوا عن خدماته.