باريس: «الشرق الأوسط» كشفت مصادر التحقيق في حادثة السطو التي تعرض لها معرض للجواهر في فندق كارلتون في «كان»، أن التقديرات الأولية لحجم السرقة كانت دون الرقم الذي تراوح بين 10 و40 مليون يورو. ففي تطورات مثيرة، مساء أول من أمس، ارتفع الرقم ليصل إلى 103 ملايين يورو حسب النائب العام لمدينة غراس، جنوب فرنسا. وتمكن رجل بمفرده، مسلح بمسدس آلي، يرتدي قبعة ويغطي وجهه بمنديل، من أن يتسلل، في عز ظهيرة الأحد الماضي، من نافذة إلى معرض لجواهر الصائغ السويسري ليفييف الذي يقام في الفندق الشهير الواقع على كورنيش مدينة كان السياحية. وهرب السارق سائرا على قدميه ليختفي وسط زحام المصطافين. ولم تستغرق العملية سوى دقائق ولم تطلق فيها رصاصة، كما لم تلفت أنظار نزلاء الفندق الذين كانوا في البهو. ومما يعزز فرضية وجود شريك للسارق من داخل المعرض، أنه اختار اللحظة التي جرى فيها نقل حقيبة الجواهر من الخزنة المصفحة لترتيبها في واجهة العرض، الإجراء المتبع كل يوم، حيث كانت المعروضات تعاد إلى الخزنة في المساء. وتأتي الحادثة لتتوج سلسلة من السرقات الكبرى التي تعرضت لها فنادق ومتاجر جواهر في باريس وغيرها من مدن فرنسا خلال السنوات الثلاث الماضية. وتبعا للرقم الجديد لحصيلة الأحد الماضي فإنها تحتل رأس قائمة الحوادث المماثلة وتعتبر أكبر سطو، من حيث القيمة، في فرنسا. وهي قد أثارت تساؤلات حول احتمال وجود شركاء للسارق من داخل العاملين في الفندق، كما أكد خبير أمني أن إجراءات السلامة في الفندق تعاني من النقص. وفي مقابلة مع صحيفة «لوفيغارو»، أمس، قال الجنرال جاك موريل، خبير الأمن في الاتحاد الفرنسي للصاغة، إن هروب لص بتلك السرعة مع كل تلك الجواهر يبدو أمرا سورياليا. ومن جهتهم، احتج العاملون في الفندق على التقصير الأمني وعلى توجيه الشكوك نحوهم. وأصدر فرع نقابة منتسبي «كارلتون» بيانا نددوا فيه بإهمال القائمين على الفندق الذي يتبع في إدارته مجموعة فنادق «إنتركونتيننتال» العالمية. وأشارت المعلومات إلى أن عدد المكلفين بحراسة معرض الجواهر الذي افتتح في 20 من الشهر الحالي، لا يزيد على أربعة رغم القيمة الكبيرة للمعروضات. ولم يصدر ما يشير إلى اقتراب المحققين من القبض على السارق، لكنهم أكدوا أن تصريف الجواهر الثمينة المنهوبة لن يكون سهلا لأن أشكالها معروفة للمتعاملين بهذه التجارة. وقد يعمد اللص، أو شركاؤه، إلى تفكيكها واستخلاص الأحجار الكريمة لبيعها بالمفرد، لتفادي إثارة الشبهات. يذكر أن فندق كارلتون هو واحد من أجمل قصور الشاطئ اللازوردي المطل على المتوسط من ضفته الشمالية. وقد جرى تشييده عام 1911 وسط الكورنيش المسمى «لا كروازيت». وتعاقب على ملكية الفندق عدة أثرياء بينهم رجل الأعمال اللبناني توفيق أبو خاطر. وفي العام الماضي انتقلت ملكيته إلى مجموعة استثمارية قطرية.