اختار مجلس شورى حركة «طالبان باكستان» خان سعيد سجنا، المعروف بـ «خالد»، زعيماً للحركة خلفاً لحكيم الله محسود الذي قتل بغارة نفذتها طائرة أميركية بلا طيار في إقليم شمال وزيرستان أول من امس. وتوعد المجلس بهجمات انتحارية للانتقام من اغتيال محسود، الذي وصفته الحركة بأنه «خسارة كبيرة»، فيما اتهمت إسلام آباد واشنطن بـ «إحباط» الجهود المبذولة لبدء محادثات سلام مع الحركة، واستدعت السفير الأميركي لديها ريتشارد أولسن للاحتجاج على الهجوم. وتحدثت مصادر في الحركة عن انتخاب سجنا بغالبية 43 صوتاً في مقابل معارضة 17، قبل أن ترفض جماعات أخرى في «طالبان باكستان» الاختيار، مطالبة بمزيد من المحادثات، ما يشير إلى انقسام في صفوف الحركة. وقاتل سجنا (36 سنة) في أفغانستان سابقاً، ويشتبه في تورطه بهجوم استهدف قاعدة بحرية في كراتشي (جنوب) عام 2011، وفي كونه العقل المدبر لفرار حوالى 400 معتقل من سجن في منطقة بانو القبلية العام الماضي. واعتبرت الحركة أن «أميركا لا تستطيع خلق فراغ، أو تحقيق هدفها الشرير في قتل المجاهدين»، داعية إسلام آباد إلى «بذل مزيد من الجهود لمنع الهجمات الوحشية للغزاة الأميركيين». ورجح محللون أن يضعف مقتل محسود الحركة إذ كان «يتمتع بشخصية قوية، فيما تبقى قدرة سجنا على ضبط الأمور غير معروفة، علماً أن تهديد المتمردين بعمليات انتقامية قد يلحق أذى بالحركة، ويتسبب في مشاكل للحكومة». وسارع وزير الداخلية الباكستاني تشودري نثار إلى التنديد بالغارة الأميركية التي جاءت قبل 18 ساعة من توجه وفد رسمي من علماء الدين جواً إلى ميرانشاه لتسليم دعوة رسمية إلى وفد من «طالبان» من أجل اطلاق محادثات سلام. وقال: «حاولنا بصعوبة في الأسابيع السبعة الأخيرة تطوير عملية تمنحنا فرصة لصنع السلام في باكستان، لكن الأميركيين أحبطوها، لذا سنراجع كل جانب من تعاوننا مع واشنطن بعد الضربة الصاروخية. وبصرف النظر عن هوية الذين سقطوا في الضربة، لا تنظر الحكومة إلى الهجوم باعتباره هجوماً على فرد، بل على عملية السلام». عمران خان، نجم الكريكت السابق، زعيم «حركة الإنصاف» التي تحكم إقليم خيبر باختونخوا القبلي (شمال غرب)، قال إن «الهجوم أكد أن الأميركيين لا يريدون السلام في باكستان». وبعد ساعات على دفن محسود و4 قتلى من مرافقيه، هم حارسه الشخصي وسائق وأحد أقربائه وأحد القادة، أطلق عشرات من رجال القبائل والمقاتلين لمدة ساعة النار على طائرة أميركية بلا طيار حلّقت على علو منخفض قرب ميرانشاه، كبرى مدن شمال وزيرستان.