×
محافظة المنطقة الشرقية

بالصور.. تجمع طالبات جامعة أم القرى إحتجاجاً على إلغاء الإعداد التربوي

صورة الخبر

هل يمكن الحكم على أمر ما بأنه الأفضل على الإطلاق؟ أم أنه الأفضل من جانب ما؟ وهل حكمنا عليه بأنه الأفضل خاضع لمعايير علمية أم هو مجرد رأي؟، وهل بالإمكان إجبار الآخرين على هذا الرأي؟ هذه أسئلة دائماً ما تدور في خلدي، حاولت كثيراً التملص منها، ولكن باءت جميع المحاولات بالفشل! في تصوري أن القضية تحتاج إلى تفصيل لكي نسبر غورها، ولا يمكن بحال من الأحوال القطع بإجابة ما من دون الخوض في التفاصيل. أرى من وجهة نظري أن القول بأفضلية أمر ما يتطلب النظر إلى عاملين أساسيين: - الأول تحديد جانب ما أو جوانب عدة. - الثاني تحديد وقت معين. فلا يمكن الجزم - في الغالب - بأفضلية أمر ما على إطلاقه، فمثلاً لا نستطيع القول إن سيارة المايباخ، أو العالم الفلاني، أو اللاعب الفلاني، الأفضل على الإطلاق، إلا إذا كان هذا القول مجرد رأي لنا، وليس قولاً يقطع به، ويشاركنا الآخرون هذا الرأي، فإذا كان القول مجرد رأي لشخص ما، فكل واحد منا يملك آراء خاصة به، ولا يستطيع كائن من كان إجبارنا على رأي معين، كما أن الرأي الشخصي - كما أظن - ينبع من أشياء عدة، منها: - العاطفة. - المبالغة. - غياب المعايير العلمية الدقيقة. وكما يجب علينا التفريق بين الآراء الشخصية، والحقائق العلمية… ولو عارضنا أحد ما وقال أستطيع الحكم على أفضلية السيارة من خلال المواصفات، ونوع الشركة المصنعة، وكونها ماركة عالمية، ولا يوجد مثلها إلا عدداً محدوداً جداً، لهذا أستطيع القول إنها الأفضل! يبدو كلامه منطقياً في ظاهره، ولكنه واهن جداً في مضمونه، ولا يمكنني قطعاً الموافقة عليه، والسبب في ذلك أن كثيراً من الناس يفضّل السيارات التي يستطيع امتلاكها، فهذه السيارة لا تملك الأفضلية أبداً من ناحية سعرها بالنسبة لمتوسطي الدخل. وإذا أردنا القطع بأفضليتها، فيجب تحديد جانب معين، أو جوانب عدة، وكذلك تحديد وقت لهذه الأفضلية، فمثلاً نقول إن سيارة ما هي الفضلى بناء على سرعتها، فالسرعة نستطيع إخضاعها لمقاييس علمية، وكذلك لا بد أن نقول هذه السيارة هي الفضلى في وقتنا الراهن، لأنه قد يأتي زمن ما ويتم اختراع سيارة أسرع منها، وكما تعلمون أن العالم يشهد تطوراً مذهلاً في التكنولوجيا. إذن تحديد الجانب وربطه بالزمن مهمان جداً لكي نقطع بأفضلية أمر ما، ومن دون توفرهما يصعب الجزم بالأفضلية جزماً مطلقاً. ولكن ما مدى قوة هذين الشرطين (تحديد الجانب المعين، والزمن)؟، وهل وجود أحدهما يستلزم وجود الآخر في كل الأمور التي نفاضل بينها؟ أم أن هناك حالات يستطيع أحد الشرطين التخلص من الآخر. في تصوري أن هذين الشرطين- مع ضرورتهما - قد لا يتوفران معاً عند حكمنا على أفضلية أمر ما، فمثلاً نستطيع القول إن مكة المكرمة هي أفضل مكان على وجه الأرض، وهذا القول يشاركنا فيه كل المسلمين، لتوفر المشاعر المقدسة، ولأنها قبلة المسلمين... ولكننا لا نستطيع تحديد وقت، فهي الفضلى على الإطلاق من هذا الجوانب الدينية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكن مكة المكرمة ليست الفضلى من ناحية الجو مثلاً، ففي هذا المثال استطعنا الاستغناء عن الزمن، ولكننا لم نستطع التخلص من تحديد الجانب المعين. إلا أنني أؤمن تماماً أن هناك أموراً نقطع بأفضليتها نحن المسلمين، ومنها أن خاتم الأنبياء محمد - صلى الله عليه وسلم - أفضل البشر على الإطلاق، في كل العصور والأزمنة… أخيراً لا أكتمكم سراً أن مشكلتي مع كلمة أفضل ما زالت قائمة، وأظن أنها سترافقني كثيراً... وكل الأمنيات أن تكون حالكم «أفضل» من حالي!!