اعتبر سياسيون مصريون، أن الكونجرس الأمريكي وجه صفعة قوية لإدارة الرئيس باراك أوباما ربما لم تحدث لإدارة سابقة، إذ اتهمها بالعجز والفشل تجاه التعامل مع قضايا الشرق الأوسط. وأكدوا أن الاتهامات الصادرة من الكونجرس أقرت بالموقف الذي اتسم بالتردد والتخاذل من جانب الإدارة في معالجة ملفات وقضايا بالغة الأهمية والخطورة تمس مصالح الولايات المتحدة وسمعتها لدى شعوب ودول المنطقة. وقال مساعد وزير الخارجية السابق السفير د. سعد الفرارجي، إن الكونجرس عكس الحقيقة تماما لأنه شاهد من أهلها، على مدى ما وصل إليه الفشل والعجز من جانب هذه الإدارة في التعامل مع قضايا المنطقة بما لم يحدث من قبل. ودلل على ذلك بما شهدناه من تردد في التعامل مع الكثير من القضايا والملفات الساخنة بدءا بالثورة المصرية الأولى في 25 يناير ثم الثانية في 30 يونيو، وعدم قدرة واشنطن على حسم موقفها برغم ظهور الإرادة الشعبية الغالبة ضد النظامين «نظام مبارك ثم نظام مرسي» وإصرارها على المكابرة. وأشار في هذا السياق إلى تجاهل إدارة أوباما لإرادة الشعب المصري، ثم إقدامها على خطوة استفزازية بتعليق بعض المساعدات الأمنية والعسكرية في وقت تحتاج إليها مصر في معركتها ضد الإرهاب الذي تدعي واشنطن أنها تقود حملة دولية ضده. وأشار وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الدكتور مصطفي علوي، إلى أن إدارة أوباما فشلت بامتياز في معالجة قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها عملية السلام، كما أنها عجزت أيضا عن وضع حد للجرائم التي يرتكبها نظام الأسد، وبدلا من الوقوف إلى جانب الشعب السوري في محنته، حجبت الدعم عن المعارضة بدعوى سيطرة متطرفين على الحكم وكأن الشعب السوري الثائر ضد نظام الأسد أضحي كله حفنة من المتطرفين وأعضاء في جماعة النصرة. ورأى مساعد وزير الخارجية المصري السابق للشؤون الأمريكية السفير إيهاب مقبل، في موقف الكونجرس أقوى لطمة لإدارة أوباما، وهو ما سوف ينعكس على حزبه خلال الانتخابات المقبلة، إذا استمرت الإدارة في السير على هذا النهج المتردد. ولفت أستاذ العلوم السياسية د. علي الصاوي، إلى أن انتقادات الكونجرس كشفت مدى التدهور الذي وصلت إليه سمعة الولايات المتحدة لدى شعوب ودول المنطقة، سواء في علاقاتها مع حلفائها أو استهانتها بمصالح شعوب المنطقة ومصالح الولايات المتحدة ذاتها، ولاسيما مواقفها تجاه ما يجري في سورية، التقاعس حيال ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، وهو أمر لن يحل أي أزمة ولن يحقق الأمن والاستقرار لهذه المنطقة، بل يزيد حدة التوتر والاحتقان ما سينعكس سلبا على المصالح الأمريكية.