حذر نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك من إطالة أمد المعركة مع تنظيم داعش الإرهابي، معربا عن قلقه من مخاطر المرحلة التي ستلي المعركة، منبها إلى مخاطر جمة تنتظر العراق أبرزها التغيير الديموغرافي. وقال المطلك في حوار أجرته «عكاظ» إن العراق يواجه الآن أزمة إنسانية خطيرة جراء ارتفاع أعداد النازحين، محملا حكومة بلاده مسؤولية حياة النازحين الذين منعتهم السلطات السياسية والأمنية من دخول العاصمة بغداد، ونبه من خطر اقتراب «داعش» من الأردن، بعد سقوط مدينة الأنبار العراقية، مطالبا قوات التحالف الدولي بتكثيف ضرباتها العسكرية ضد تنظيم داعش. وهنا نص الحوار: ● المعركة مع داعش مستمرة كيف تقيم ما يجري في العراق ؟ ●● ما أخشاه هو إطالة أمد المعركة مع تنظيم داعش، فالقلق يتمحور حول ما سيحصل بعد المعركة، وليس مما يحصل اليوم. إن الدول العربية مطالبة بالتحرك الفوري لوقف تمدد داعش؛ لأن قلقنا اليوم ليس من داعش، بل قلقنا مما سيحصل بعد ذلك من تغييرات ديموغرافية. احذر من إطالة أمد المعركة؛ لأن ذلك يعني المزيد من الدمار. ● انتقدتم أكثر من مرة تقصير المجتمع الدولي في مساعدة العراق.. برأيكم ما هي أسبابه؟ ●● المجتمع الدولي وأصدقاء العراق مدعوون إلى تكثيف تعاونهم في تقديم الدعم العسكري والاقتصادي وإغاثة النازحين، فوقوف المجتمع الدولي مع العراق في حربه ضد داعش ضرورة؛ لأن العراق يحارب إرهاب داعش. ● الرمادي سقطت سريعا بيد تنظيم داعش.. بصراحة ما أسباب انسحاب القوات من المعركة؟ ●● لا يمكن أن نتخيل أن قوات مدربة لأكثر من عشر سنوات، وهي قوات النخبة الذهبية بالنسبة للجيش العراقي، أن تنسحب بهذه الطريقة المخجلة وتترك أبناء المنطقة العزل يواجهون الإرهاب الذي قتل المئات منهم. إن انسحاب القوات العراقية من الرمادي مخجل، فقد فتح هذا الانسحاب الطريق أمام تنظيم داعش للسيطرة على الرمادي، وهذا يتطلب محاسبة القادة العسكريين الذين تخاذلوا في الرمادي. ● دور قوات التحالف الدولي لم يكن بالمستوى المطلوب في الرمادي.. كيف تفسرون هذا الأمر؟ ●● إن الضربات التي يقوم بها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي غير كافية، والأمر يتطلب المزيد من الأعمال العسكرية لوقف هجمات تنظيم الدولة على المدن العراقية ووقف زحفها. إن المطلوب من التحالف الدولي الآن تكثيف ضرباته العسكرية ضد تنظيم داعش لوقف تمدده في العراق، خصوصا أن بلدانا أخرى باتت مهددة من خطر هذا التنظيم الذي بات يقترب من الأردن، وبخاصة بعد سقوط مدينة الأنبار بيد داعش. ● قضية تسليح العشائر هل أتت بثمارها؟ ●● عملية تسليح العشائر ما زالت تعاني من الضعف، ونحن في العراق رحبنا بتسليح الأردن لعشائر الأنبار لصد هجمات داعش الذي بات يقوم بأبشع الجرائم بحق الأهالي الذين يسكنون المدن التي تسقط في أيديهم. ● قضية النزوح باتت تقلق الحكومة.. هل أنتم مستعدون تماما للتعامل مع هذه القضية؟ ● ● العراق يواجه الآن محنة إنسانية نتيجة ارتفاع أعداد النازحين العراقيين بشكل غير مسبوق، خصوصا في مناطق الرمادي والموصل وصلاح الدين. إن قضية النازحين باتت تشكل محنة كبيرة، وما لم يتدخل المجتمع الدولي للتخفيف من هذه المحنة، فإن الأمر سيكون أكبر من كارثة. النازحون يواجهون معاناة النزوح والقرارات الظالمة التي تمنعهم من دخول العاصمة بغداد، وهنا أحمل القيادات السياسية والأمنية مسؤولية موت أي نازح عراقي منعته السلطات من دخول العاصمة. إن إغلاق القيادة أبواب العاصمة بغداد في وجه آلاف الفارين من محافظة الأنبار غير مبرر وغير إنساني، وعليهم التراجع الفوري عن هذا القرار.