أكد المهندس عيسى الميدور رئيس جمعية المهندسين، أن الإمارات باتت منصة عالمية للتصاميم الهندسية التي تجسد واقع النهضة العمرانية في الدولة، نظراً لما لديها من بنية تحتية ومشاريع تعتبر الأولى من نوعها في العالم، الأمر الذي جعلها تجربة فريدة وفرصة لكل من يشارك في إنجاز تلك المشاريع، موضحاً أن دبي مدينة عالمية تواكب المتغيرات الحديثة في إدارة المشاريع العملاقة. جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر الإمارات الأول للتميز في إدارة المشاريع والمخاطر في المشاريع العملاقة التي انطلقت أمس، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، في فندق انتركونتيننتال فيستيفال سيتي بدبي، ونظمته جمعية المهندسين، حيث تتواصل فعاليات المؤتمر على مدار ثلاثة أيام من 25 - 27 مايو/أيار الجاري، بحضور ما يقرب من 600 خبير محلي وعالمي في مجال إدارة المشاريع وإدارة المخاطر، ومديري دوائر حكومية ورؤساء الهيئات الهندسية العالمية، وكبرى الشركات الهندسية والمتخصصين في مجال ذاته، من جميع دول العالم، وكوكبة من المهندسين والشركاء الاستراتيجيين في مجال إدارة المشاريع. عناصر فريدة وأفاد رئيس جمعية المهندسين بأن النهضة العمرانية التي يشهدها اقتصاد الإمارات، يتسم بعناصر فريدة كان لها تأثير واضح، من خلال توفير المناخ المناسب لإطلاق مشاريع كبرى تميزت عالمياً، وكذلك البنية التحتية، وبالبيئة التنافسية الاقتصادية الجاذبة للمستثمرين التي انعكست على تطور هذا القطاع المهم. وأضاف أن كل هذه العوامل ساهمت في تواصل ارتفاع نسق إطلاق المشاريع الكبرى في الدولة مستفيدة من التطورات الاقتصادية، إذ تم استثمار ميزانيات ضخمة في مشاريع عملاقة ومن أبرزها، إكسبو 2020، الذي سوف يلتف العالم حول دبي لأكبر مدة زمنية تقرب من 6 شهور، على مدا ر العامي، وكذلك مشروع مدينة دبي ورلد سنترال وهي أول مدينة مطار متكاملة في العالم تتمتع ببنية تحتية متطورة، كما يعد مشروع قطار الاتحاد أحد أهم المشاريع الاستراتيجية العملاقة، الذي سيوفر شبكة تنقل تمتد على مسافة 1200 كيلومتر تمتد على كامل تراب الدولة، بالإضافة إلى مشروع مول العالم الذي يعتبر أكبر مركز تسوق من نوعه في العالم بطاقة استيعابية تمكنه من استقبال 180 مليون زائر سنوياً ويضم أكبر مساحات التجزئة على مستوى العالم. وأوضح الميدور أن المؤتمر يتيح الفرصة لجميع الحاضرين في المشاركة في الفعاليات المتعددة والاستفادة من تبادل الخبرات والتجارب، مثمناً المشاركة المتميزة للداعمين والرعاة والمؤسسات الحكومية والخاصة والجامعات والمعاهد الهندسية العالمية، معتبراً أن العمل المشترك بروح الفريق الواحد هو ما يميز الإمارات ويساهم في تقدمها ووصولها لمراكز الريادة العالمية في مختلف المجالات. جوائز التميز وأفاد المهندس عيسى الميدور رئيس جمعية المهندسين بالدولة، خلال حفل توزيع جوائز المؤتمر، أن الجائزة تعد الأعلى من نوعها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الاوسط التي تتضمن مجالين الفردي والمؤسسات، حيث فاز بجوائز على المستوى الفردي التي تتمثل في جائزة القائد العام في تطوير القطاع الهندسي كل من المهندس سعيد محمد الطاير عضو مجلس الإدارة المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، والمهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي، فيما حصد جائزة قائد الإدارة المهندس سليمان عبد الرحمن الهاجري مدير هيئة الطرق والمواصلات لشؤون الطرق بهيئة الطرق والمواصلات بالشارقة، وفاز بجائزة مدير المشاريع المهندس محمد نور مشروم مدير إدارة المشاريع ببلدية دبي، وبجائزة قائد الفريق عن هذا العام المهندس/ماجد الهواري مدير التحكم في المشاريع بالشعفار للمقاولات العامة، وبجائزة مخطط المشاريع عن هذا العام المهندس الهاز راشد هاي من إدارة المشاريع بهيئة كهرباء ومياه دبي. أما الجوائز على المستوى المؤسسي، فقد فاز بجائزة مكتب إدارة المشاريع عن هذا العام الإدارة العامة للمشاريع الهندسية بوزارة الداخلية، وبجائزة مشروع العام عن المشاريع العملاقة مشروع مطار آل مكتوم الدولي، وجائزة مشروع العام في مجال الأبراج العالية، برج محمد بن راشد، وفاز بجائزة مشروع العام للمباني العامة وتأثيره في المجتمع، مشروع مجمع العمال السكني الذي نفذته بلدية الفجيرة، وفاز بجائز مشروع العام (المشروع المستدام) مركز دبي للتحكم بالكهرباء بهيئة كهرباء ومياه دبي. دراسة واعية من جهته، قال ماجد فاروق حنا المدير العام لجمعية المهندسين، نتيجة للمشاريع المتميزة العملاقة التي تطرح بدولة الإمارات، جاءت مبادرة جمعية المهندسين لتنظيم تلك الفعالية الرائدة في مجال القطاع الهندسي التي جذبت العديد من الجهات الحكومية والمؤسسات الهندسية العالمية والعديد من الخبراء المتخصصين في المجال، حيث يحتوى المؤتمر على أكثر من 40 ورقة عمل على مدى اليومين من العديد من المتخصصين، في جميع مجالات القطاع الهندسي منها، قطاع الانشاءات، والبترول، والطيران، والقطاع الصناعي، والبنية التحتية، والخدمات. وأكد ان الدراسة والتخطيط الصحيح للمشروع من أهم مقومات النجاح والتميز، فعلى مدير المشروع أن يقضي مع فريق العمل وقتاً كبيراً في دراسة جميع جوانب المشروع، خاصة نطاق العمل ومتطلبات العميل، والوقت، وميزانية المشروع، من دون أن يغفل أهمية دراسة مخاطر المشروع، ومن الواضح في الحياة العملية أن معظم المشاريع التي تتعثر في إنهائها أو تكثر فيها المنازعات والمطالبات، تنتج أساساً من عدم الدراسة الواعية لاحتياجات ومتطلبات المشروع، وعدم تسجيل أوامر التغيير، أو دراسة الهندسة القيمية، وعدم دراسة مخاطر أثر التغيير في المشروع، ولكن في المشاريع الضخمة والعملاقة التي تدار بطريقة تهدف إلى رفع وتطور والارتقاء باقتصاد المدن، يأتي عدم استخدام أحدث أساليب وتقنيات إدارة المشاريع والمخاطر بها إلى أعلى المخاطر على مستوى إغلاق الشركات وانهيار الاقتصاد، ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي تلعبه جمعية المهندسين في تنظيم المؤتمر وإتاحة الفرصة للخبراء لمناقشة افضل الممارسات الهندسية في إدارة المشاريع والمخاطر، وكذلك الدروس المستفادة من المشاريع والتي تمثل ثروة للمؤسسات وللقطاع الهندسي. مواصفات المدن الذكية وأكد المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي أهمية المؤتمر، حيث يشكل ملتقى علمياً متميزاً لأحد أبرز المواضيع في مجال المشاريع العملاقة حيث يقدم هذا الحدث المتميزة أبرز المواضيع العلمية والخبرات العملية في مجال البناء والعمران في المشاريع الكبرى، خاصة أن مدينة دبي تعد من المدن المتميزة في إبداعاتها وتطورها في المجالات المختلفة وهذا ما شهد به العالم شرقه وغربه. فضلاً عن أنها ستشهد خلال المرحلة القادمة مجموعة من المشاريع الضخمة في مجال البناء والتشييد على صعيد المنطقة. وتحرص مدينة دبي على تطبيق كل مواصفات المدن الذكية ومعايير البيئة الحضرية من تبنيها لأحدث الحلول والأدوات الصديقة للبيئة ما يمنحها فرصة الاستمرارية والاستدامة، كما أن بلدية دبي تدعم مثل هذه الأحداث والملتقيات العلمية التي تمس أحد أبرز الجوانب الحيوية، كونها الجهة المسؤولية عن الإشراف على هذه المشاريع وإصدار القوانين والأنظمة الخاصة بمجال البناء والتشييد بإمارة دبي. مستوى عالمي وأفاد سعيد الطاير العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بأن الهيئة تحرص على التواجد، ودعم ورعاية المؤتمرات والمحافل الوطنية المهمة التي تساهم في تعزيز مسيرة التنمية المستدامة في دبي إمارات الدولة كافة، والمساهمة في تحقيق الجودة الشاملة والتميز والتخطيط الاستراتيجي في جميع المشاريع التي يتم تنفيذها، وينسجم المؤتمر ومعرض التميز في إدارة المخاطر والمشاريع العملاقة مع رؤية هيئة كهرباء ومياه دبي في أن تكون مؤسسة مستدامة مُبتكِرة على مستوى عالمي، فالهيئة تتبنى استراتيجية تعتمد على تطبيق أعلى المعايير العالمية في إدارة مشاريعها، وتتبنى ضمن عملياتها وخدماتها مفهوم التميّز كثقافة مؤسسية، إيماناً منا بأهمية اعتماد أفضل الممارسات في مجال إدارة المشاريع. أفضل الممارسات وأكد اللواء خبير راشد ثاني المطروشي مدير عام الدفاع المدني بدبي، أنه بقدر ما تمثل المشاريع الكبرى تحدياً لجميع المعنيين بتوفير الخدمات المتميّزة فيها، فإنها حافز للارتقاء بخدمات الدفاع المدني، وفرصة للتعبير عن المستوى الذي وصلت إليه تقنيات خدمات الحماية من الحريق وأنظمة الوقاية والسلامة في المشاريع، على اختلاف حجومها، وعلى تنوع طبيعتها الاستخدامية وفي جميع الظروف والأوقات. مشاريع عملاقة أما رئيس مجلس إدارة شركة نخيل، علي راشد لوتاه فقال: نحن كمطور رائد، فخورون لنكمل مسيرة رؤيتنا عبر مجموعة من المشاريع الهندسية الإبداعية والمبتكرة بتصميمها التي من شأنها أن تعزز من وضع دبي بقوة على الخريطة العالمية. لقد ساهمت شركة نخيل من خلال تشييدها لمشاريع أيقونية مثل نخلة جميرا والعالم، لجعل دبي من أكثر الوجهات رواجاً للعيش والسياحة والأعمال. وأكد المهندس محمد سيف الأفخم مدير بلدية الفجيرة أهمية هذه النوعية من المؤتمرات والجوائز التي تشكل قفزة نوعية في المجتمع وتنافساً صحياً بين المؤسسات الحكومية والخاصة، ويبرز هذا المؤتمر المتميز أحد أبرز المواضيع في مجال المشاريع العملاقة حيث يقدم هذا الحدث المتميز أبرز المواضيع العلمية والخبرات العملية في مجال البناء والعمران . 7 مبادرات ذكية كشف ماجد فاروق حنا المدير العام لجمعية المهندسين، ل الخليج عن اعتزام الجمعية إطلاق 7 مبادرات ذكية في أغسطس/ آب المقبل، ضمت مبادرة للعضوية، وأخرى للتدريب وثالثة للخبراء، ورابعة تحاكي المجال الاعلامي، وخامسة تخاطب المكتبات، والسادسة تركز على بناء قاعدة بيانات لدليل الشركاء، والاخيرة تضم الدروس المستفادة من الممارسات العالمية والمحلية في مجالات النهضة العمرانية. مبادرة مهندس 2020 كشفت جمعية المهندسين لالخليج عن تدريب 500 مهندس في مختلف التخصصات على مستوى الدولة مجاناً، من خلال مبادرة جديدة جاءت تحت عنوان مبادرة مهندس 2020، فضلاً عن تدريب 1000 مهندس ضمن تلك المبادرة قبل انطلاق المؤتمر، وفق النظم المتطورة التي تحاكي النهضة المعمارية على مستوى العالم. 150 من طلبة الهندسة يشاركون بالمؤتمر احتضن مؤتمر الإمارات الأول للتميز في إدارة المشاريع والمخاطر في المشاريع العملاقة، 150 طالباً من كليات الهندسة على مستوى جامعات الإمارات، للاستفادة من الممارسات العالمية التي تشتمل عليها فعاليات المؤتمر في دورته الأولى، والوقوف على أبرز المستجدات في عالم التصاميم الهندسية وفن العمارة.