×
محافظة المنطقة الشرقية

نظام المنافسة المعدل يعزز «البيروقراطية»

صورة الخبر

ينطلق اليوم بالقاهرة، ملتقى القبائل الليبية، بمشاركة 350 من ممثلي القبائل لبحث مستقبل الوضع في البلاد، فيما طالبت الحكومة الليبية غير المعترف بها دوليا بالمساعدة بعد عجزها عن وقف المهاجرين المتجهين إلى أوروبا. ويفتتح وزير الخارجية المصري سامح شكري، أعمال ملتقى القبائل الليبية الذى سينطلق بأحد فنادق القاهرة بمشاركة 350 من ممثلي كافة القبائل. ووفقا لبيان المتحدث الرسمى باسم الخارجية، السفير بدر عبد العاطي، فإن الملتقى يهدف الى التأكيد على ثوابت اقامة الدولة الليبية ولم شمل الليبيين في اطار حلحلة الأزمة السياسية في البلاد. من جهته صرح محمد الشحومى أمين سر اللجنة التحضيرية للملتقى بأنه هناك 100 شيخ قبيلة آخرين مقيمين فى مصر سيشاركون فى الملتقى، مشددا على أن هناك حرصا من جميع المشاركين على ان تكون مخرجاته عاكسة لإرادة الشعب الليبي بشكل حقيقي، وقال: «لن نسمح بتمرير أي أجندات لأن هدفنا الأساسى هو العمل على إخراج البلاد من أزمتها المستفحلة». الهجرة على صعيد آخر، قالت الحكومة الليبية الموازية في طرابلس إنه ليس بوسع أوروبا وقف تدفق المهاجرين الأفارقة عبر البحر المتوسط إلا إذا أنهت مقاطعة القوى التي سيطرت على السلطة في العاصمة الليبية وساعدت السلطات هناك في التعامل مع الأمر. وحولت الفوضى والحرب الأهلية منذ أن ساعدت طائرات حلف شمال الأطلسي في الاطاحة بمعمر القذافي عام 2011 ليبيا إلى نقطة لتهريب البشر حيث يجري تهريب عشرات الآلاف من الناس عبر البحر المتوسط. ونقل حكام ليبيا آلاف المهاجرين الأفارقة المتجهين إلى أوروبا إلى مراكز احتجاز مؤقتة لكن مسؤولين يقولون إنه ليس هناك مكان لاحتجاز مزيد من المهاجرين وليست هناك طريقة لمحاربة المهربين ولا أمل في حراسة الحدود الصحراوية الواسعة لمنع آلاف آخرين من محاولة الوصول إلى البحر. وقال محمد الغيراني وزير الخارجية في الحكومة الليبية غير المعترف بها دوليا في طرابلس في مكتبه المطل على البحر المتوسط إن حكومته طلبت من أوروبا الحديث مع حكومة الانقاذ الوطني والتعاون معها. وعدم وجود سلطة موحدة في ليبيا حال فعليا دون وجود تعاون دولي شامل للتعامل مع أزمة المهاجرين غير الشرعيين. وغادر البلاد فريق تابع للاتحاد الأوروبي كان يساعد في تدريب وتقديم المشورة لحرس الحدود الليبي. وسحبت كل الدول الأوروبية تقريبا سفاراتها من طرابلس وترفض الاعتراف بحكومة الغيراني التي سيطرت على العاصمة في قتال شرس العام الماضي. وبدلا من ذلك تعترف بحكومة متمركزة الآن في شرق البلاد. وبعد أن غرق 800 مهاجر في تحطم قارب صيد الشهر الماضي اتفق الزعماء الأوروبيون خلال قمة طارئة على تعزيز الدوريات البحرية قبالة الساحل الليبي لمحاربة المهربين. ولكن الغيراني قال إن مثل هذه الجهود لن تثمر إلا إذا بدأت أوروبا في التعاون مع حكومته على الأرض. وقال إن حكومته لا يمكنها القيام بأي شيء الآن إذ إن البلاد ضعيفة وتحتاج إلى خدمات لوجيستية ومعلومات مخابراتية وطائرات. غير مناسبة للبشر قال الغيراني إن ليبيا احتجزت أكثر من 16 ألفا معظمهم من المهاجرين الأفارقة في مراكز احتجاز مزدحمة. وجرى تسكين البعض في مدارس مهجورة ومبان عامة أخرى. وفي مركز احتجاز في قربولي شرقي طرابلس يتقاسم نحو مئة شخص غرفة واحدة بدورة مياه واحدة. ويجري فصل الرجال عن النساء -ومعظمهن حوامل- ويرقدون على مراتب متراصة بجوار بعضها البعض على الأرض. ويحق للمحتجزين مغادرة الغرفة المزدحمة فقط لفترة قصيرة لمقابلة زوار. وقال موسى تولدي وهو من إريتريا ويبلغ من العمر 24 عاما «هذا المكان ليس مناسبا للبشر. الهواء لا يتجدد في الغرفة وكثيرون مرضى». وتولدي محتجز منذ شهرين بعد أن أوقفت البحرية الليبية قاربا مزدحما كان على متنه في محاولة للوصول إلى إيطاليا. وقال فرج عبدالله نائب مدير المركز إن السلطات تكافح لتوفير الرعاية الطبية للمهاجرين المحتجزين الذين يصل كثير منهم وقد أصابهم الإعياء كما يعانون من سوء التغذية بعد أسابيع يمضونها في شاحنات مكتظة تعبر بهم الصحراء. وأضاف «الطبيب يحضر لمدة يوم أو يومين ولكن هذا ليس كافيا». وفي مركز احتجاز آخر في مصراتة إلى الشرق وكان مكتظا عن آخره حتى ان المهاجرين كانوا يفترشون الأرض خارج الغرف. ويتقاسم المئات دورة مياه واحدة. وتعالت الصيحات عندما وقف شخص كي يتنفس. حكومتان ومنذ أن سيطر تحالف من المقاتلين على طرابلس العام الماضي وفرت الحكومة المعترف بها دوليا إلى الشرق توجد في ليبيا حكومتان موازيتان تتقاتلان من أجل السيطرة على البلاد. وتتشكل قوات الحكومتين أساسا من جماعات معارضة قاتلت القذافي ومولت نفسها من عائدات النفط الليبي. وتسيطر جماعات إسلامية أيضا على أجزاء في البلاد وبينها مقاتلون بايعوا تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات كبيرة في العراق وسوريا. وأطلقت الفوضى يد مهربي البشر الذين أسسوا تجارة تهريب واسعة ويتقاضون آلاف الدولارات لنقل المهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء إلى زوارق غير آمنة لعبور البحر إلى أوروبا. ونجح أكثر من 170 ألف مهاجر في عبور البحر المتوسط من ليبيا العام الماضي وغرق أكثر من ثلاثة آلاف. وتتوقع منظمة الهجرة الدولية أن يزيد عدد محاولات القيام بالهجرة بشكل غير مشروع وأن يزيد عدد القتلى هذا العام. وقال العقيد محمد أبو برده مساعد مدير إدارة الهجرة غير الشرعية في وزارة الداخلية بحكومة طرابلس إن لديه ثمانية آلاف رجل فقط لتغطية البلاد الصحراوية الكبيرة ويفتقر للعربات والأسلحة لحراسة حدود ليبيا الصحراوية. وقال إن إمكانات حكومة طرابلس محدودة للغاية ولا يمكنها القيام بأي شيء دون مساعدة من الاتحاد الأوروبي مضيفا إن الحدود الجنوبية مفتوحة دون مراقبة وأن المهربين لديهم أسلحة وإمكانات أفضل.