×
محافظة المنطقة الشرقية

وزير العدل الكويتي يشيد بالمشروعات المهمة التي نفذتها المملكة لخدمة الحاج وراحته

صورة الخبر

إبراهيم الملا (الشارقة) يتطلع معهد الشارقة للتراث إلى تطوير آليات وبرامج العمل الترويجي والمهني والمعرفي، المنتبهة لقيمة وتأثير الثقافة التراثية، وقدرتها على إعادة الوهج للموروث الشعبي، وإحياء مظاهر الفلكلور المنسي، واستحضار القامات والكنوز البشرية التي كان لها دور ملحوظ في تأصيل الجانب التراثي في المشهد الثقافي المحلي تحديداً، والإقليمي بشكل عام. وللتّعرف على صور وملامح هذه التحضيرات الإجرائية والخطط الاستراتيجية، التقت «الاتحاد» عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، الذي أكد أن توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عند تأسيس معهد الشارقة للتراث، ركّزت على أهمية المضيّ في مسارين قد يبدوان منفصلين، لكنهما في الأصل يتكاملان ويتعاضدان، وأشار المسلم إلي أن المسار الأول يتجسّد في حفظ وصون التراث الثقافي، والمسار الثاني هو التعليم الأكاديمي والمهني، المتعلق بالحقول والتخصصات المختلفة للتراث، بشقيه المادي والشفهي. وقال المسلم «كثفنا جهودنا في العام الأول من انطلاقة العمل بالمعهد على تفعيل المسار الأول، من خلال إقامة الأنشطة الكبرى، والأخرى الفرعية المتعلقة بصون وحفظ التراث». مضيفاً أن تطبيق الجانب الأكاديمي أخذ منحى تدريجياً وتصاعدياً، وجاءت أولى ثمار هذا التطبيق من خلال طرح عدد من الدبلومات المهنية المعتمدة في ستة تخصصات، وهي: إدارة التراث، وترميم المخطوطات والوثائق التراثية، وإدارة المتاحف، والجمع الميداني للتراث الثقافي، وإدارة المؤسسات الثقافية، وأخيراً دبلوم التراث العمراني». ونوه إلى أن الحصول على هذه الدبلومات المهنية يتطلب اجتياز 35 ساعة دراسية موزعة، على سبعة مساقات، مع تركيز الطالب في المساق السابع على تقديم بحث التخرج، وهو بحث تخصصي سيتم تقييمه كما أوضح المسلم من قبل لجنة أكاديمية تمنح الملتحقين بالدراسة شهادات التخرج، للمشاركة مستقبلاً، وبشكل مباشر، في تطوير وتنويع الجوانب النظرية والعملية للتراث المحلي. وأكد المسلم أن الهدف العام للمعهد من خلال طرح هذه التخصصات الدراسية هو رفد المجال الأكاديمي بالمعارف العلمية والتطبيقية، وإذكاء المهارات المعرفية اللازمة، لتخريج باحثين قادرين على فهم واستيعاب أقسام التراث الثقافي، المادي وغير المادي، وإدارة مشروعاته. وفي سؤال عن آخر المشاركات الخارجية للمعهد في المحافل الدولية، والنتائج التي تمخضت عنها، أوضح المسلم أن المعهد يشارك حالياً بوفد كبير في سلطنة عُمان لتبادل الخبرات في مجال حماية التراث، ووسائل بعث وإحياء التقاليد والمهن اليدوية القديمة، مضيفاً أن المعهد شارك في أغسطس الماضي بالمهرجان الدولي للألعاب الشعبية بجزيرة سردينيا الإيطالية، مشيراً إلي أن هذه المشاركة كان لها نتائج مبهجة، تمثلت في برنامج لتبادل الزيارات، وعقد اتفاقية مهمة مع المجلس الثقافي بمقاطعة سردينيا، وستترجم هذه الاتفاقية مطلع العام القادم، بإقامة فعالية كبرى تتعلق بحفظ وصون الألعاب الشعبية والتراثية في دولة الإمارات. وعن الأنشطة الجديدة المبرمجة على خريطة الفعاليات بالمعهد، لفت إلى عقد اتفاقات مع مؤسسات أكاديمية شهيرة، سيتم الإعلان عن تفاصيلها قريباً، مؤكداً وجود تحديثات كبيرة في البرامج المستقبلية بمعهد الشارقة للتراث، وخصوصاً فيما يتعلق بالمهرجانات الموسمية، حيث تم الاتفاق على إقامة العديد من الأنشطة الرئيسة كل سنتين، لإتاحة الفرصة أمام النشاطات الفرعية، كي تحظى بالإعداد ومراجعة الأداء، وبالاهتمام الإداري والإعلامي المطلوب، مضيفاً أن مهرجان أيام الشارقة التراثية، وكذلك نشاط «يوم الراوي» سيحتفظ كل منهما بموعده السنوي المعروف، مع إضفاء تعديلات تواكب التطور النوعي، والإقبال الشعبي والرسمي الكبير على هذين النشاطين. وقال إن الثيمة الرئيسة للدورة القادمة من «يوم الراوي»، التي تنطلق نهاية سبتمبر الجاري هي: «جحا: تراث إنساني مشترك»، مضيفاً أن الحدث سيضم نخبة من الباحثين المحليين العرب والأجانب، الذين تبلورت الحكايا الشعبية في بلدانهم حول شخصية نصرالدين خوجة، المعروف بجحا، بالإضافة إلى العروض الأدائية الحية، ومسرح الحكواتي الموصول بنوادر وقصص هذه الشخصية الحاضرة في ذاكرة الشعوب، وفي مرويات الأدب العربي، والتراث العالمي.