في يوم 31 من شهر أكتوبر عام 1960م ولد الأمير رضا بهلوي ليصبح بصورة تلقائية ولياً للعهد الإيراني، ولكن هذا لم يحدث، فماذا حصل له ولعائلته وبلده الذي ولد فيه؟. والده هو شاه إيران الأسبق محمد رضا بهلوي ووالدته هي الأمبراطورة فرح ديبا، ووقت ولادته ونشأته كانت الحرب الباردة على أشدها وكانت إيران أيضا محور نقطة التقاء الشرق بالغرب فيما يخص نصيب القارة الآسيوية من الحرب الباردة وتبعاتها، وفي ذلك الوقت استفاد شاه إيران من هذه النقطة وبدأ في بناء دولة حديثة كانت تقريبا في ذلك الوقت وإلى سنة مغادرته في أواخر السبعينيات من القرن الماضي تعتبر من اكثر الدول جاهزية لتكون من الدول الصناعية في التصنيف رقم اثنين. ومع بناء الدولة كان لشاه إيران طموح كبير في بناء قدرة عسكرية لدولته، خاصة أنها كانت تجاور الاتحاد السوفييتي في زمن الحرب الباردة، ووصلت قوة إيران في ذلك الوقت فيما يخص عدد طائرات الفانتوم (ف-4) لدرجة يقال إن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لمح له احتمال الاستعانة بهذه الطائرات لسد اي نقص يحصل في ساحة القتال الفيتنامية والتي كانت تستخدم فيها أمريكا طائرات الفانتوم بكثرة في عمليات المساندة القريبة، ومع بدء برنامج الهند النووي -وهي دولة تعتبر تابعة للمعسكر الشرقي بزعامة الاتحاد السوفييتي- وقيامها بتفجير رأس نووي في العام 1974م، فقد سارعت إيران بالتعجيل ببناء قوتها النووية بعد الاتفاق مع شركات ألمانية في وقت توفرت السيولة المادية لإيران بعد الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط في العام 1973م، وقام عندها بإرسال الكثير من الطلبة من إيران إلى جامعات أمريكية للتخصص في الفيزياء النووية، إضافة إلى إرسال آلاف الطلبة والضباط والأفراد العسكريين إلى الكثير من مراكز وقواعد التدريب، وفي تلك الفترة قام شاه إيران بعقد أكبر صفقات السلاح في العالم في ذلك الوقت، والتي اشترت إيران تجهيزاتها الجوية في صفقة خالفت الكثير من التوقعات، وذلك بشراء طائرات (ف- 14 توم كات) وكانت في الواقع تابعة للقوات البحرية الأمريكية. وقد فسر الكثير ذلك بأن شاه إيران قد تكون لديه النية لشراء حاملة طائرات لقواته البحرية، ولكن ذلك لم يحدث، واتضح لاحقا أن شاه إيران كان معجباً بهذه الطائرة والتي تتمتع بقوة محركات مذهلة وقدرة على المناورة، إضافة لوجود صاروخ تحمله من نوع (فينيكس) ذي المدى الطويل، وكان رادار الطائرة الدقيق من نوع (إى دبليو جي 9)، وبهذه الصفقة كانت لدى إيران القدرة على السيطرة الجوية، وفي خضم الطفرة الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية فقد كان هناك نوع من التململ داخل المجتمع ولكنه لم يكن بالزخم الذي كان يهدد الشاه، ولكن كل ما حصل هو أن ثورة بدأت وكان الشاه متردداً في النظر إليها والتعامل معها بالرغم من طلب بعض جنرالاته، ولكن ما عقد الأمور هو تحالف البازار والملالي وحزب توده الشيوعي وغيرهم، وبالطبع تفرد الملالي بالسطلة وقضوا على البقية رغم وقوفهم مع الملالي لإسقاط الشاه، ومنذ ذلك الوقت ومنذ خروج الشاه من إيران في العام 1979م وإيران أصبحت معزولة عن العالم الخارجي وفقدت صداقات دول قريبة وجارة وعادت دولاً كانت حليفة. وللحديث بقية. كاتب ومحلل سياسي