×
محافظة المنطقة الشرقية

«الأرشيف الوطني» يقيّم مشروعات «نادي المؤرخين الطلابي»

صورة الخبر

لدى الكثير أو الغالبية إن صح التعبير قناعة أن التعليم والشهادات وضعت لكي تحصل على عمل ووظيفة حكومية أو بالقطاع الخاص، وكأن التعليم والشهادات هي للوظائف، أليس ذلك هو المتفق عليه لدينا أو غالبيتنا؟! برأيي أن التعليم والشهادات العلمية لم تقر لكي يحصل مقابلها على وظيفة "بالضرورة"، فكم من تاجر أو صاحب عمل خاص كبير أو صغير لديه شهادة أو حتى ليس لديه شهادة علمية؟! يصعب أن نعرف ذلك وهذا صحيح، ولكن نعرف أن كثيرا من أصحاب الأعمال الخاصة ليس من أصحاب الشهادات العلمية العالية أو حتى متوسطة بالكاد يمكنه أن يقرأ أو يكتب وهذا من الجيل السابق، لدينا أمثلة كثيرة ولست بصدد ذكر الأسماء، أيضا نجد أصحاب شهادات وهم رجال أعمال كبار وحتى المتوسط منهم أو الأقل نجدهم أصحاب أعمال خاصة وتجار والغالبية لا تجد رابطا بين ما درس وتعلم وبين تجارته وهذا هو الأغلب، فتجد خريج كلية إدارة وهو تاجر سيارات أو أدوات كهربائية، وتجد طبيبا ترك عمله كطبيب وأصبح يملك تجارة لا يمارس من خلالها الطب، وخريج حاسب آلي يمارس تجارة مواد التنظيف أو الفواكه وهكذا، بل تجد أغلب تجار العقار والمقاولات وهو لم يدرس لا العقار ولا المقاولات بل بالخبرة والمعرفة والزمن ويملك الملايين إن لم يكن مليارات الريالات، فهل الشهادة هي السبب؟!. ما أود الوصول له، أن عملك ودخلك ونجاحك ليس "بالضرورة" أن تربطه بشهادة دراسية، نعم أفهم أن طبيبا أو مهندسا سينجح بعمله المتخصص وقد يكون نادرا وهكذا، ولكن أتحدث بالصورة العامة المجملة، لا تربط شهادة دراسية بعملك فهل يجب أن تكون خريج لغة عربية لأن تكون مدرسا أو مصححا؟! ليس بالضرورة، فقد تبدأ عمل آخر وتملك موهبة وإصرارا وعزيمة وتبدأ عمل آخر منفصل، وحتى من لم يكمل دراسة جامعية يمكن أن يعمل وينجح، وسر النجاح برأيي هو "العزيمة والإصرار والمثابرة والإخلاص بما تعمل والمحاولة والتكرار والصبر" فالذكاء لا أعتبره هو معيار نجاح وحيد بدون مثابرة وصبر وملاحظة ورؤية للمستقبل والتعلم من الأخطاء حب العمل بلا شروط. النجاح ليس له مقاييس علمية ولا شهادة ولا أرقام تصنف، النجاح هو أنت ماذا تفعل ماذا تقوم به؟ من يعتمد على شهادة أو يريد أن يعتمد عليها إذاً فعليه أن يتخصص بتخصصات نادرة طبية أو هندسية أو نحو ذلك، وعليه أن يصب كل جهده فقط على هذه الشهادة والمهنة للحصول عليها، ولكن كم سيكون هؤلاء كعدد؟! لن يكونوا كثرا، وإن أصبح ذلك سيكسد سوقهم ما لم يكن نابغة زمانه، فالعودة للأصل وهو قراءة سوق العمل والتزود بالعلم الذي لا نلغيه ولكن ليس شرطا أنه هو مفتاح النجاح فقط، بل هناك دور عليك أنت أن تقوم به وتعمل على بناء نفسك بقواعد النجاح التي ذكرتها أو غيرها قد تجدها من آخرين مرورا بتجارب أو علم. لا تربط نجاحك بشهادة، وهي مهمة ولا نقلل منها، ولكن لا يجب أن تعتبر الشهادة هي طوق النجاح وشهادة عمل، فهي شهادة علمية لا عمل، ولكن الدور يبقى عليك أنت في النهاية ماذا فعلت وحاولت وأنجزت.