×
محافظة المنطقة الشرقية

جموع غفيرة تبدأ تشييع شهداء القديح

صورة الخبر

الساحة هي نفسها؛ لأنها في استراتيجيتهم الساحة الخصبة لتفجير المجتمع من الداخل، والمستهدفون هم أنفسهم، الإخوة الشيعة الذين يظنون أنه بتكرار استهدافهم يمكن خلخلة الوطن وزعزعة أمنه تمهيدا لتحويله إلى تناحر طائفي ومذهبي يضمه إلى بقية الأوطان التي نراها الآن تذوب وتتفتت، التغير النوعي هذه المرة أن عملية القديح تشبه انفجارات يوم الجمعة المتكررة التي نراها في مساجد العراق وتحصد مئات الأرواح منذ فترة طويلة، بعدما تحول العراق إلى مجتمع طائفي بامتياز نتيجة مخطط جهنمي تم إعداده بعقول شيطانية. وسبق أن أكدنا كثيرا أن المملكة تضايقهم كثيرا؛ لأنها قاومت كثيرا ولا تزال مستقرة وآمنة بكل المقاييس، فكيف لها أن تستمر كذلك، وأن تصر على حماية نفسها من وصول الحرائق التي تحيط بها. الآن، وفي هذه اللحظة، وقبل أي شيء آخر، لا بد أن يكون مصاب القديح مصابا إنسانيا ووطنيا في المقام الأول، وأي شخص لا يعتبره كذلك أو يوارب رأيه أو يستخدم التعبيرات العائمة والكلمات المواربة، فهو متجرد من الإنسانية وبعيد عن الوطنية بل وخائن لها. الذي يغتبط بأذى من يخالفه في فكره ومذهبه وطائفته داخل وطنه، فلا علاقة له بكل القيم الأخلاقية والوطنية، يكفينا ما سمعناه وشاهدناه واكتوينا بنتائجه، والمسألة لم يعد فيها خيار غير حماية الوحدة الوطنية بكل الأساليب والوسائل الممكنة. وسواء تأكد أن وراء الحادثة تنظيم داعش أو غيره، فإنه ممكن جدا ورغم الانتباه الأمني الشديد أن يتسلل شخص إلى داخل المملكة من ساحته الجهادية المتوحشة أو أن يتم تجهيزه في الداخل ليقوم بمثل عملية القديح، ليست المشكلة في مثل هذا الانتحاري؛ لأنه أداة، وإنما المشكلة في العملية اللوجستية المعقدة التي جعلته يصل إلى الهدف. أطراف هذه العملية فكرا وتمويلا وتجهيزا وتسترا ونقلا وحماية هم الثعابين المختبئة في جحورها، والتي لا بد من القصاص منها وجعلها عبرة قوية لغيرها. يجب ألا يكون الوطن متسامحا بأي شكل مع الذين يسعون إلى النيل منه. إنها جمعة حزينة نتمنى ألا تتكرر، ونسأل الله الرحمة والمغفرة لشهداء الغدر والخسة والخيانة، والسلامة والعافية للمصابين. ودمت يا وطننا مظلة يعيش تحتها الجميع في سلام ووئام.