وصف الشاعر محمد عابس، المستشار في وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، بعض النصوص الأدبية الموجودة في الكتاب المدرسي بالـ»مخجلة ولا ترقى إلى المستوى الأفضل»، داعيًا إلى شراكة ما بين المؤسسات الإعلامية والتربوية، رافضًا في الوقت نفسه تسويق الشعر عبر الشركات والمؤسسات، مبينًا أن هذا الشيء الذي منعه من المشاركة في بعض المسابقات الشعرية مثل مسابقة شاعر المليون إيمانًا منه بأن الشاعر هو الذي يسوق الشعر، ومشيرًا إلى أن هناك شركات ومؤسسات تدفع ملايين الريالات من أجل التصويت لشاعر معين. كذلك امتدح عابس سوق عكاظ معتبرًا أنه يمثل «مهرجان جنادرية مصغر»، ومشيرًا إلى أنه من المفترض أن يكون الشعر حاضرًا، ودائمًا البعد الاحتفالي يغلب على الإبداع والشعر مما يفقده حضوره وقيمته. جاء ذلك خلال الأمسية الشعرية التي أقامها نادي الحدود الشمالية الأدبي في مدينة عرعر يوم الأول من أمس وحضرها نخبة من متذوقي الشعر ورجال الصحافة والإعلام، حيث استهل عريف الأمسية الشاعر حمدان بن سالم العنزي بقوله: «أتيتم لتسمعوا من عابس لا لتسمعوا عنه»، فرد عليه عابس شعرًا بقوله: ها جئتُ يسبقني الجمالُ الغضُّ في العين الجميلة ها جئت يرفدُني البياضُ الأرضُ من عطرِ الخميلة تمتمت في عرش الجمال وعرس هاتيك الجديلة كم رغبة ذوبتها و نوت أستجدي الوسيلة كم شهوةٍ روضتها فتوالدت منها الفضيلة اتفق الحضور على أن يلقي الشاعر قصيدة وتعقبها المداخلات، وعلى هذا مضت الأمسية، حيث قدم عابس قصيدة «موت أنثى»، غزالة ما احتوت أسرار لفتاتي ما استوعبت في دروب الضعف هفواتي تأتي وفي خفة لا .. ليس يوقفها إلا الخصام وطوفان العتابات أردتها الشمس إلا أنها غربت أردتها الوصل إلا في جراحاتي ثم قصيدة «لم ينم قلبي» فيها يقول: لم ينم قلبي ولكن نام من يحنو عليه من نداه الورد يصحو والمنى ترنو إليه وغيرها من القصائد الأخرى، التي تخللتها مداخلات بعضها مادح لما سمع، مادحة، وأخرى متساءلة عن قلةٍ إنتاج عابس الشعري، والذي أرجع ذلك للإعلام والجلوس خلف المايك لخمس عشرة سنة كمذيع برامج ومذيع فترات متوزعة على مدار اليوم والليلة، مؤكدًا أن ذلك أثر بشكل أو بآخر على إنتاجه الشعري. ولم يوقظه من نشوته الطربية إلا قرع « إصبع سائل « على رأس المايكرفون قبل أن يطرح السؤال ، فكانت المداخلات وقفات بين الطرب والاسترسال فيه، و منها مداخلة لأحد الحضور يتساءل فيها أنه يجب أن يكون لعابس دور في حضور الشعر في وسائل الإعلام السعودية بشكل أكبر خاصة وهو في موقع المسؤولية الآن، فرد الشاعر أن الأحلام كبيرة، والأمل بتحقيقها أكبر. ثم تتوالى القصائد الجميلة التي أطرب الشاعر بها نفسه قبل إطرابه للحاضرين، حتى وصل الجميع إلى ضرورة الختام، فكان تكريم الشاعر الذي شارك فيه الدكتور محمد راضي الشريف وكيل عمادة شؤون المكتبات و مدير مركز النشر العلمي في جامعة الحدود الشمالية، وتكريم آخر لمدير الأمسية الأستاذ حمدان سالم العنزي الذي شارك فيه الأستاذ محمد الغامدي مدير مطار عرعر.