×
محافظة المنطقة الشرقية

بالفيديو: الكشف عن هوية 21 إرهابياً أحدهم تستر على منفذ عملية"قديح القطيف"

صورة الخبر

ضمن دوره في الاهتمام بالشأن الوطني ومساهمته في تعزيز القيم المشتركة، أقام منتدى الثلاثاء الثقافي، أمسية ثقافية ثرية حضرها العديد من النخب والمهتمين تحت عنوان «القيم الوطنية في مواجهة الطائفية: قراءة في التجربة الأوروبية» باستضافة الكاتب والباحث وحيد الغامدي، وذلك مساء الثلاثاء الماضي. وقبل بدء الندوة، تحدثت الفنانة ماجدة علي الجشي عن تجربتها الفنية، مستعرضة بعض أعمالها في هذا المجال، ومشاركتها في أنشطة وملتقيات فنية متعددة، كما تحدث المصور الفوتوجرافي صادق منصور السليمان، عن مشروع موسوعة القطيف المصورة، والذي عمل فيه على جمع أكبر عدد من الصور الفوتوجرافية لمختلف المراحل التاريخية للقطيف. أدار الندوة محمد المحسن، عضو اللجنة المنظمة بالمنتدى، معرفا بضيف الندوة الكاتب وحيد الغامدي؛ الحاصل على بكالوريوس أدب عربي من جامعة أم القرى، ويعمل معلما للغة العربية بالهيئة الملكية بينبع، وهو كاتب سابق في صحيفة التقرير، كما أنه مهتم بالشأن الفكري والثقافي العام، وصدر له كتاب مطبوع بعنوان (حكاية التديّن السعودي). في البداية، تحدث الغامدي عن الطائفية باعتبارها كابوسا شنيعا، يضرب ويهدد استقرار الأوطان العربية، موضحا أن توغلها في بعض البلدان أدى إلى تفكيكها وهدمها، ونتج عن ذلك حروب طائفية. وقدم الأسباب لاختيار التجربة الأوروبية بدلا من النماذج المحلية والعربية؛ بتفسير الحالة الطائفية في العراق وسوريا باعتبارها منطلقة من قناعات مسبقة، ولهذا فالتجربة الأوروبية تظل الأمثل لكونها بعيدة، ويقف الجميع منها بحيادية، كما أنها تجربة نضجت، وانتهت وغيرت الأوضاع فيها . واعتبر الغامدي، أن المنطق الطائفي وضع حول ذاته جملة من الموانع أمام تنبيهات المخاطر، بحيث يصعب اختراقها لكونه واقعا تحت ضغط الفترة اللحظية. وقدم تعريفات اجتهادية متعددة للطائفية. وقدم ضيف المنتدى، لمحات تاريخية حول تطور الصراع الديني في أوروبا منذ انطلاق حركة (مارتن لوثر) الإصلاحية ضد الكاثوليكية المسيطرة في الديانة المسيحية، وتطور الصراع بين المذهبين الكاثوليكي والبروتستانتي. ونتج عن ذلك، العديد من الصراعات التي أدت إلى قيام صلح «إكسبرو» عام 1555م، الذي يعطي الحق لأمير البلدة باختيار المذهب وفرضه على الناس. وعلى إثر ذلك، بدأت عمليات الاضطهاد الديني في فرنسا، وانتشار المذابح ضد البروتستانت، فلم يكن هناك حصانة داخلية ولا وعي بالآليات ولا مفاهيم للأرض والقيم المشتركة، هذه الممارسات الطائفية أشعلت نار الحماس في أوساط الكاثوليك لمهاجمة البروتستانت، ودار قتال بين الطائفتين نتج عنه تخريب للكنائس وقتل عدد كبير من رجال الدين. وكان الملمح الأبرز في هذا الصراع، أن قام البروتستانت الفرنسيون بالتحالف مع ملكة بريطانيا، والكاثوليك بالتحالف مع ملك أسبانيا، وضاعت نتيجة لذلك المفاهيم والقيم الوطنية بسبب الاستقواء بالأجنبي وفتح الوطن كساحة حرب. وطرح المحاضر، تجربة حرب الثلاثين عاما في ألمانيا (1618م – 1648م)، والتي تجدد فيها تدهور العلاقات بين الطائفتين. وبعد هذه التجربة المريرة والصراعات الدموية، نتج عنها ولادة إرادة جادة للصلح والتعايش، وأُقيم مؤتمر أوروبي يمثل كافة الأطياف، وقُدمت مواثيق عديدة حول السماح لأتباع لوثر بالتمتع بالحرية الدينية، وخلّفت هذه الحروب الدينية ضعفا في الحكومات المركزية، وتفككا للمدن والولايات الألمانية، وانتشارا للفقر والجهل والأمراض. ووصف الغامدي الحروب الدينية، بأنها تتميز بطول مدتها، حيث إنها ليست كالحروب السياسية التي تستند على المصالح المؤقتة، فالمعتقدات مادة محرّكة تغذّي الصراع، كما أنها قابلة للانتشار والانتقال السريع، وتسبب في ضياع حدود الوطنية، وفقدان قيم الأمن والسلم كالشراكة الوطنية.