×
محافظة المنطقة الشرقية

الطبطبائي : إيران تحرك عملاءها داخل داعش لتنفيذ تفجيرات بالسعودية

صورة الخبر

كلمة وزير مشتقة من الوِزر، وهي تعني الحمل الثقيل والمرهق والشاق، وتقول مصادر أخرى أنها مأخوذة من الوَزَر الذي هو الملجأ، وقيل أيضا إنها مشتقة من الأزْر، وهو الظهر. وفي كل الأحوال تحمل معاني المسؤولية والضنك وهي معان أبعد ما تكون عن ترانيم الفخامة والتميز والتعظيم التي نستخدمها في مفاهيمنا اليوم لكلمة وزير. بل وأن المعنى في اللغه الإنجليزية لكلمة وزير أدهى وأمر، إذ هي تعني الخادم، وهي معان جميلة في أصولها، إذ هي تعكس حقيقة المفروض أن يكون، وإن كان الواقع ليس هكذا. ونحن في المملكة العربية السعودية وفي مرحلة الحكم السلمانية، التي تحمل تميزا لا يجهل تفاصيله ومراميه إلا من هم بعيدون عن واقع الحال السعودي، نمر باهتزازة فكرية لكلمة وزير، جعلت من متوسطي الثقافة يرجعون إلى أصول الكلمة، وهي في رأيي رجوع لخط الاستقامة وأصل المعنى الذي التبس بالشكلية المغرقة وصعوبة النظر إلى شخصه فضلا عن الوصول إليه. وفي خضم التغيير الوزاري الأكبر في تاريخ مملكتنا الحبيبة، في عهد الملك سلمان، نرى أن الأمور متجهة إلى تصحيح، والذي نرجو أن يكون سريعا، وبالرغم مما يمكن أن أسميه تقمص الأصولية الوزارية لدى بعض الوزراء الجدد، الذين بدأوا فتراتهم الوزارية بإعلان تبرئهم أو يكاد من البشوت، والتي هي رمز التميز، أو كما يقال شعار المشيخة، إلا أن دعوى الأبواب المفتوحة التي أصبحت شعارًا يكثر استخدامه، لم يمكن الوصول إلى قيمته المعنوية الجميلة في زمننا هذا، بل ان من البدهي العلم بأن الوصول السريع إلى صانع القرار وجامع الهمم هو أمر فيه صلاح كثير، صلاح يكفل القضاء على هم المواطن واخفاء مكامن الخلل في مسيرة حياته، وبالتالي القضاء على المظالم التي هي جوهر البؤس في عمل الوزارات التي تئن منها بعض أهم الوزارات الخدمية، وطالما أن الأمر لم يتحقق فإن البديهة تقضي بأن الوصول إلى هذا الوزير أو ذاك هو أمر صعب المنال، إن لم يكن مستحيلا. ولا نقول هذا جزافا، ولكن للأمر جذور من الحقائق، التي قد تكون مريرة في عوالم التجارب الشخصية لنا ولأفاضل ممن نعول على رأيهم، وفي المحصلة فإن مواجهة الحقيقة هي أقصر الطرق للإصلاح إن أردنا إصلاحا، والحقيقة هذه المرة تفصح بأن الوصول إلى أبواب الوزراء وساحات مكاتبهم أمر صعب جدا، بل يكاد يكون مستحيلا، ومن جارت عليه الأمور واضطر للقاء أحدهم تراه قد أوغل في كهوف من تجهم موظفي الوزارة؛ لمجرد ذكر الرغبة في مقابلة الوزير إلى أنفاق المواعيد المتطاولة التي يكسوها التأجيل ويبطنها التنفير، وهي كلها وسائل ممارسة نفسية يجيدها حجاب الوزراء وموظفو مكاتبهم؛ لتقود صاحب الحاجة إلى الحقيقة المرة التي تفصح عنها آلة الزمن، والذي سيكون كفيلا بتخفيف الوطأة عن صاحب طلب المقابلة عن طريق ممارسة النسيان أو التناسي في معاناة لا يفهم أدغالها إلا من مر فيها مرورا حقيقيا، لا تنظير يكتب ولا تنفيس يفتعل. وفهم الأمر في مجمله غير معجز، فإن معظم من يتولون أمور الوزارات يفاجأون بكم العمل الكبير الذي تتطلب مواجهته تنظيما وإدارة للوقت، لعل الله يبارك فيه لقضاء حاجات الناس، ومن العدل العلم بأن الوزير في وزارته ولكونه عضوا لمجلس الوزراء يرتبط ارتباطا سياسيا وتشريفيا بواجهة الدولة، وضرورة أن يكون جزءا من الدولة ككل، ولكن الأمر الأوجب والذي يؤكده المليك عليهم دائما هو القيام بأمر وزارتهم وقضاء حوائج الناس، وبناء عليه فإن على الوزير اتخاذ جميع الطرائق والسبل؛ للوصول إلى قلوب الناس ورضا أنفسهم، لأنه وببساطه شديدة إن عمل على هذا فإنه بلا شك سيجيد أيما إجادة، وهي حقيقة مضى بأمرها السلف من خيار الأمة والاهتداء لهذا الأمر هو تسديد وتوفيق يجب التذكير له لمن أُمر على عباد الله أو استوزر على قضاء حوائجهم. وحتى إشعار آخر فإن أبواب الوزراء في غالب أمرها تبقى موصدة، ولو علم الصالحون منهم ما في تشريعها من خير لتسابقوا عليه، وفقهم الله لخدمة دينهم وبلادهم ومليكهم، وأجرى الخير على أياديهم إنه على ذلك قدير. عضو المجلس العلمي الاستشاري لمعهد رياضيات القلب الأمريكي. عضو المجلس العلمي للجمعية العالمية للكوارث الكونية (ميونخ-ألمانيا)