بات نصف سوريا تحت سيطرة ما يسمى (تنظيم داعش) بعد أن أحكم هذا التنظيم سيطرته أمس الخميس على مدينة تدمر الأثرية السورية بشكل كامل وآخر معبر للنظام السوري مع العراق، وذلك بعد سيطرته على مدينة الرمادي في العراق في تقدم يتيح له بتوسيع نفوذه على جانبي الحدود. وتفتح هذه السيطرة الطريق أمام التنظيم الإرهابي نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص (وسط) حيث تدمر حتى الحدود العراقية شرقاً وبالتالي بات التنظيم يسيطر على نصف مساحة سوريا الجغرافية تقريبا بحسب منظمة غير حكومية وخبراء. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أمس انتشر عناصر تنظيم داعش في كل أنحاء المدينة بما فيها المنطقة الأثرية في جنوب غربها والقلعة في غربها، ووسط تحذير ومخاوف دولية من تدمير داعش للآثار في تدمر أعدم مسلحو التنظيم 17 شخصاً بينهم عناصر من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية له، إضافة لأشخاص موالين للنظام في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي. وأوضح المرصد السوري أن التنظيم اتهمهم بـ(العمالة والتعاون مع النظام). وانهارت قوات النظام التي انسحبت من معظم المواقع من دون مقاومة تذكر، واعترف النظام مباشرة بانسحابه إذ أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات الدفاع الشعبي انسحبت من أحياء تدمر بعد تأمين خروج معظم الأهالي واستقدام تنظيم داعش الإرهابي أعداداً كبيرة من إرهابييه).وبدأ التنظيم هجومه في اتجاه مدينة تدمر في 13 مايو وسيطر على مناطق محيطة بها خلال الأيام الماضية. وبحسب المرصد أسفرت معركة تدمر التي استمرت ثمانية أيام عن مقتل 462 شخصا على الأقل هم 71 مدنياً و241 من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها و150 عنصراً من تنظيم داعش. وكان تنظيم داعش قد عزز سيطرته على تدمر بسيطرته في وقت لاحق على آخر معبر للنظام السوري مع العراق، وذلك إثر انسحاب قوات النظام من معبر الوليد الواقع على الحدود السورية- العراقية في البادية السورية والمعروف باسم معبر التنف كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد: تمكن عناصر داعش من السيطرة على معبر الوليد الحدودي المعروف بمعبر التنف الواقع على الحدود السورية-العراقية في البادية السورية، وذلك عقب انسحاب قوات النظام من المعبر، وبذلك فإن قوات النظام تفقد السيطرة على آخر معابرها مع العراق.