نواصل في هذا الجزء الرابع والأخير شؤون الأندية الأدبية من خلال دهاليز إداراتها ونطرح بين يدي رئيس نادي الأحساء الأدبي ونادي الباحة الأدبي وهما من أكثر الأندية الأدبية التي تحاول كما يرى كثيرون أن تتفاعل مع واقعها وتجتهد كثيرا في الحضور والتأثير وفق إمكانات النادي الأدبي وآلياته؛ لهذا توجّهنا مباشرة لرئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري وسألناه بصورة مباشرة سؤالاً مفتوحًا: ما الذي ينقص النادي الأدبي ليكون بيئة جاذبة للمثقفين؟. حيث قال: "النادي الأدبي مؤسسة اعتبارية لها استقلاليتها الإدارية والمالية، ويسيرها مجلس إدارة مكون من عشرة أشخاص -كما هو معروف- ومن ورائهم جمعية عمومية هنا يأتي النجاح أو الإخفاق لهذه الأندية بحسب التوافق بين أعضاء مجلس الإدارة فيما بينهم من جهة وبين أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الجمعية العمومية من جهة ثانية، ومتى تحقق هذا التوافق والألفة واستشعر الجميع في مجلس الإدارة والجمعية العمومية مسؤولياتهم جيداً عندها تصبح الأندية الأدبية بيئة جاذبة للأدباء والأديبات والمثقفين والمثقفات والشباب والشابات، بل وأفراد المجتمع بجميع أطيافهم وميولهم وتوجهاتهم، خلاف ذلك فإن النادي يفقد قيمته ووهجه ويصبح حكراً على فئة نفعية معينة لاهم لها سوى تحقيق مصالحها الضيقة - إن بقيت لها مصالح - وماينقص الأندية الأدبية - من وجهة نظري - لتكون بيئة جاذبة للجميع يمكن أن أحصره في بعض النقاط ومنها: - الانسجام التام بين أعضاء مجلس الإدارة واستشعارهم للمسؤولية وأن مكانهم في النادي هو تكليف وليس تشريفاً، وعليهم أن يقفوا على مسافة واحدة من الأدباء والأديبات والمثقفين والمثقفات وأطياف المجتمع الأخرى بما يشعر الجميع أن النادي للجميع، هنا ينجح النادي، ومتى حدث خلاف بين أعضاء مجلس الإدارة؛ فإن النادي قد انحرف عن تحقيق أهدافه، ومن حق الجميع مقاطعته. - أن تنهض الجمعيات العمومية بدورها في محاسبة مجلس الإدارة وفق الآلية المكفولة لهذه الجمعيات في اللائحة، وأن تُمارس هذا الدور بعيداً عن أروقة المحاكم لأن الجمعية العمومية تستطيع معالجة كل النقاط الخلافية في النادي حتى حل مجلس الإدارة وانتخاب مجلس جديد، لكن مع الأسف الشديد الجمعيات العمومية تركت دورها المكفول لها واتجهت للمقاضاة في المحاكم مما شوه وجه الثقافة وشوه كذلك سمعة الأندية الأدبية. - أن يكون لدى النادي استراتيجية واضحة مخطط لها يعمل وفقها وينفذ من خلالها برامجه وأنشطته؛ لأن الارتجال في المناشط يقتل النادي ويفقده ثقة جمهوره. - لا أظن الدعم المالي هو السبب في اخفاق بعض الأندية؛ لأن دعم الدولة السخي سواء الدعم السنوي () مليون ريال أو ما تلقته الأندية من ولاة الأمر - حفظهم الله - أو من دعم المخلصين من رجال الأعمال تمكن هذه الأندية من القيام بواجباتها على أكمل وجه، لكن بجب أن يكون هناك تخطيط سليم ورؤية واضحة لمسيرة النادي. - على الأدباء والأديبات والمثقفين والمثقفات أن يطامنوا من سقف نرجسيتهم، وألا يقاطعوا النادي لمواقف شخصية، فالنادي للجميع وليس لأعضاء مجلس الإدارة، والاختلاف في وجهات النظر يجب ألا يصل إلى مرحلة الخلاف والمقاطعة. - الإعلاميون والإعلاميات هم شركاء في النجاح أو الإخفاق، فمتى كان نقدهم صادقاً هادفاً بناء؛ فإن النادي سينجح، ومتى تم تغليب الحسابات الخاطئة والنقد من أجل الشخص وليس من أجل المصلحة العامة، فقد فشل النادي لأن الناس لها ماتقرأ ولا تعرف عن خلفيات مايكتب إذا كان نقداً كاذباً، وأستطيع تلخيص ماسبق في عبارات موجزة أحصر من خلالها نجاح النادي أو فشله في توافق أواختلاف مجلس الإدارة فيما بينهم وكذلك فيما بينهم وبين الجمعيات العمومية، والتأكيد على احتواء الشباب من الجنسين وأن النادي للجميع وليس لفئة دون أخرى وأن ماينفذ في النادي من مناشط يجب أن تنطلق من الثوابت ومن تأكيد اللحمة الوطنية بعيدًا عن أية اعتبارات أخرى هنا بالتأكيد سينجح النادي ولن توجد فيه أية مشكلة أوعقبة، ويصبح الجميع شركاء في هذا النجاح في المقابل يرى الشاعر حسن الزهراني رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي أن المال هو من أولويات ما تحتاجه الأندية الأدبية ليكون حضورها بحجم أهدافها إذ قال: (سأبدأ أولاً بالأهم وهو الجانب المالي ف (مليون وزارتنا) المخصص لكل ناد مازال كما هو منذ أربعين سنة ومع ذلك فقد أنجزت الأندية بهذا المليون مايفوقه، نحن في نادي الباحة لو لم تأت مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- المتمثلة بعشرة ملايين لكل ناد لما أنجزنا كل ما أنجزناه في الثلاثة أعوام الماضية، هذا ونحن مع هذا أنشأنا المبنى عظماً بمبلغ تجاوز سبعة ملايين فمليون الوزارة يذهب (ربعه إيجاراً) للمبنى واكثر من نصفة للمكافآت والرواتب والنثريات فكم يتبقى لنشاطاتنا ومطبوعاتنا ومهرجانتنا؟. ولا أدري كيف نغضب من إعراض المثقفين عن الأندية وأنا أول من يغضب وننسى أن مانقدمه للمثقف مبلغ مخجل لا يرقى الى مستوى فكره وإبداعه سواء في إقامة الأمسيات والمهرجانات أو تحكيم ومكافآت المطبوعات أو حضور الجلسات للأعضاء فكل المبالغ التي تقدمها الأندية بحسب اللائحه زهيدة قال لي أحدهم: إنني أخذت مكافآتكم وقدمتها (كسوة لجدتي) وفي المقابل طلب مني أحد الأدباء الكبار لإقامة أمسية في النادي (25) ألف ريال مع التذاكر فغضبت وعندما عدت إلى رشدي قلت: من حقه أن يطلب مايشاء لقد كانت فرحتنا كبيرة بمكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- البالغة عشرة ملايين ريال لكن وزارتنا اغتالت فرحتنا وعطلت مكرمة مليكنا التي نالها كل افراد الشعب إلا المثقفين وكان آخر من وصلته (الأندية الرياضية) على كافة فئاتها.. فيا لحظ المثقف التعيس الذي حُجبت عنه حتى مكرمة المليك. وفي نادي الباحة مثلاً بكل أسف ان لم تصل هذه المكرمة فسيتوقف حلمنا بإقامة مهرجان القصة الكبير الذي أعددنا له في شهر ذي القعدة وسيتوقف مشروع أمننا في شبابنا الخاص لفئة الشباب وسيتوقف ملتقى الرواية السادس الذي نخطط لإقامته مطلع العام المقبل وستتوقف مطبوعتنا التي حازت على المركز الأول على مستوى المملكة لثلاثة أعوام على التوالي. وأنا كأحد منسوبي الأندية أريد أن تكون لدي امكانات مادية لأجعل من النادي خلية ثقافية في شتى المجالات الأدبية والثقافة والفنون من شعر وقصة ورواية ومسرح وتشكيل وسينما أريد أن أملك ما اغري به الشباب من إمكانات تقنية وفنية وترفيهية وخدمية ليصبح النادي جزءاً من حياة كل شاب اليومية لقد أعددنا مقر النادي الجديد متى ما أنجز ليكون مركزاً ثقافياً متكاملاً شاملاً لكل ما ذكرت. فمن يكمل بناءه؟!. الأمر الثاني: أريد أن تتمتع الأندية بحرية أكبر في اتخاذ قرارتها وأنواع نشاطاتها واجتماع جمعياتها ليجتمع المثقفون ويختاروا من يرونه قادراً على تحقيق طموحاتهم الثقافية الأمر الثالث أريد من المثقفين في هذه المرحلة التخلي عن بعض كبريائهم والوقف على مايدور في الأندية بنظامهم إلى جمعياتها ومتابعة كل أعمالها ومحاسبة مصروفاتها فهم المسؤول الأول وهم من يقر أو يلغي كل مايعرضه مجلس الإدارة فليتهم يتخلون عن الخلافات الشخصية ويقفون صفاً من أجل النهوض بثقافتنا فالنور انبثق من هنا ويجب أن نعيد شمسه بقوة إصررنا وتعاضدنا. أقول هذا وأنا أعلم أن معظم الخلافات والشتائم لمجالس الأندية جاءت من أناس دخلوا الانتخابات ليكونوا روؤساء فما حالفهم الحظ أو من مثقفين لم يسجلوا في الجمعيات ولم يحضروا فعاليات الأندية فانصبوا الأندية والوزارة العداء لهولاء وهولاء أقول: إن بإمكانكم أن تحققوا كل طموحاتكم وتفرضوا كل آرائكم على الرئيس والأعضاء من خلال الجمعية العمومية وأن تكون القيادة بأيدكم لو انضممتم للجمعيات العمومية وتخلى بعضكم عن أطماعه وبعضكم عن كبريائة وآمنتم بدوركم ورسالتكم الثقافية والوطنية العظيمة. الأمر الرابع: أن يكون جميع منسوبي الأندية الأدبية على مستوى كبير من الوعي ورحابة الصدر وتقبل الآخرين من كل الفئات والتوجهات بكل ثقة ونية صادقة لخدمة الوطن من خلال أداء الرسالة الثقافية السامية بسعة أفق ورقي تعامل وصدق انتماء للثقافة بمفهومها الشامل.