في زمن اختفى فيه الفن الهادف الباعث برسائل هادفة، اختفى أيضا النجم اللامع الذي لا يزال عالقا في أذهان الجماهير، فعلى الرغم من رحيل نجوم أمثال فريد شوقي وفاتن حمامة وفؤاد المهندس ومحمود المليجي وعبدالحليم حافظ وإسماعيل ياسين، إلا أنهم لا يزالون يتربعون على عرش الفن الأصيل، ليحل محلهم ما يطلق عليهم اليوم اسم "نجوم النفس القصير". ودلل على ذلك الناقد طارق الشناوي إذ قال: "أتذكر أن فريد شوقي أنتج فيلم "كلمة شرف" وأنفق عليه أموالاً طائلة لأنه يؤمن بفكرة، ولأنه يؤمن برسالة الفن، ورغم أن الفيلم لم يحقق إيرادات كبيرة، إلا أنه أعلن مرارا أنه راض عن ذلك، خاصة بعد أن استجابت الحكومة المصرية آنذاك وقامت بتعديل بعض قوانين مصلحة السجون، وهي الرسالة التي قدمها الفيلم". من جهتها، قالت الناقدة الفنية نهى جاد، إن الفنانين الآن يختفون بسرعة كما يظهرون بسرعة، لأن المال بات هو المسيطر على صناعة السينما والدراما، وبات الممثل أو الممثلة يسألان أولاً عن الأجر قبل أن يعرفا طبيعة الدور الذي سيقدمانه أو الشخصية التي سيجسدانها، ومن ثم هناك اختلاف كبير بين الفن في الماضي والفن حالياً. وغاب عن عالمنا منذ مطلع العام الجاري نجوم منهم مثل فاتن حمامة، وصباح، ومعالي زايد، وحسين الإمام، ومحمد وفيق وأخيرا الفنان حسن مصطفى، بعد رحلة فن تركوا بصماتهم وكان لكل منهم علامة وصدى لدى الجمهور.