من إيهاب فاروق وعبد الرحمن عادل الجميل (مصر) (رويترز) - قال مسؤول كبير في شركة بترول بلاعيم (بتروبل) المصرية إن شركته التي تستحوذ على 30 بالمئة من انتاج الغاز في مصر تعمل على زيادة إنتاجها ليصل إلى 1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا في 2015-2016 من نحو 1.1 مليار قدم يوميا حاليا. وقال حسن منصور المدير العام لحقول الغاز الطبيعي البحرية التي تديرها بتروبل في منطقة الجميل بالقرب من مدينة بورسعيد الساحلية بتروبل تستحوذ على نحو 30 بالمئة من انتاج الغاز الطبيعي في مصر منها 28 بالمئة من منطقة الجميل واثنين بالمئة من حقول أبو ماضي في الدلتا. وأضاف قائلا في مقابلة مع رويترز بمقر الشركة في الجميل نعمل على الحفاظ على مستويات الانتاج لدينا وزيادتها إلى 1.5 مليار قدم مكعبة يوميا السنة المالية القادمة من 1.1 مليار قدم حاليا ولكن ذلك يتوقف على ضخ الاستثمارات من الشريك الأجنبي. تقع آبار الغاز التابعة لبتروبل في البحر المتوسط قبالة منطقة الجميل التي تبعد نحو 225 كيلومترا شمال شرقي القاهرة. ويجري نقل الغاز المستخرج من الآبار البحرية لبتروبل بواسطة خطوط أنابيب إلى محطة المعالجة في الجميل حيث يجري فصل الشوائب واستخراج المتكثفات وضخ الغاز إلى الشبكة القومية الخاصة بشركة إيجاس. وتأسست بتروبل في 1978 بشراكة بين الحكومة المصرية وشركة إيني الإيطالية وتنتج الغاز الطبيعي من حقول الجميل وحقول أبو ماضي في دلتا النيل كما تنتج الزيت الخفيف من حقول في سيناء. وإيني أكبر شركة نفط أجنبية في أفريقيا من حيث حجم العمليات وتدير أنشطة في مصر منذ عام 1954 وتنتج نحو 210 الاف برميل من المكافيء النفطي يوميا. وقال منصور الذي يعمل في بتروبل منذ 29 عاما إن شركته كانت تنتج 1.250 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز من منطقة حقول الجميل قبل انتفاضة يناير 2011 ولكن نتيجة حالة عدم الاستقرار وتخوف المستثمر الأجنبي من ضخ استثمارات جديدة ونتيجة التناقص الطبيعي في الحقول انخفض الانتاج إلى أقل من مليار قدم مكعبة يوميا. واضطرت مصر إلى إرجاء سداد مستحقات شركات النفط والغاز بسبب المتاعب الاقتصادية التي شهدتها خلال نحو أربع سنوات من عدم الاستقرار عقب الانتفاضة التي أطاحت بحكم حسني مبارك في يناير كانون الثاني 2011 قبل أن تتحرك مؤخرا لسداد أجزاء كبيرة من مستحقات الشركات الأجنبية. ويشهد إنتاج مصر من الغاز تراجعا منذ منتصف التسعينيات ولاسيما من الحقول القديمة بخليج السويس ودلتا النيل. لكن اكتشافات جديدة صغيرة وزيادة إنتاج الغاز الطبيعي ساهم جزئيا في تعويض تراجع الانتاج. ونجحت إجراءات حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقليص دعم الغاز ووقود السيارات في استقطاب استثمارات جديدة في التنقيب والإنتاج مع ارتفاع أسعار الطاقة صوب المعدلات العالمية. وقال منصور إن الشريك الأجنبي وهو شركة إيني عاد من جديد لضخ استثمارات في تنمية الحقول مع عودة الاستقرار لمصر وحصول إيني على جزء من مستحقاتها المالية لدى الحكومة. وقال المتحدث باسم وزارة البترول لرويترز في أبريل نيسان إن مصر سددت 9.370 مليار دولار لشركات النفط الأجنبية خلال 9 أشهر حتى 31 مارس اذار وأوضح أن باقي مستحقات تلك الشركات يبلغ 3.285 مليار دولار. وتقوم الشركات الاجنبية بضخ استثمارات فى قطاع النفط المصري على أن تسترد الأموال التي أنفقتها من خلال الحصول على نسبة من الانتاج من حقول النفط والغاز المصري. وقال منصور إن استثمارات شركته خلال السنة المالية الحالية بلغت 1.095 مليار دولار منها نحو 888 مليونا حصة ايني كما تخطط بتروبل لاستثمار 1.030 مليار دولار خلال السنة المالية 2015-2016 تشارك فيها إيني بنحو 864 مليون دولار. وأضاف مدير الحقول الذي تمتلك شركته 79 بئرا في منطقة الجميل منهم 19 بئرا متوقفة عن العمل أن شركته حفرت تسع آبار جديدة لإنتاج الغاز خلال السنة المالية الحالية من بينها بئر بري واحد والباقي آبار بحرية. وتخطط بتروبل لحفر ست آبار خلال 2015-2016 من بينها حقلان بريان والباقي بحرية. ووقعت إيني الايطالية في مارس أذار رؤوس اتفاقات مع مصر بقيمة خمسة مليارات دولار لعدة مشروعات على مدى أربع إلى خمس سنوات قد ينتج عنها انتاج 900 مليون قدم مكعبة من الغاز في مناطق امتياز بالبحر المتوسط والصحراء الغربية ودلتا النيل وسيناء. وتطمح مصر لزيادة إنتاجها من النفط والغاز للوفاء بالطلب المتنامي على الطاقة في السنوات الأخيرة. وتوقع وزير البترول شريف إسماعيل في مقابلة مع رويترز في فبراير شباط أن مصر ستتوقف عن استيراد الغاز الطبيعي المسال في عام 2020 مع اكتمال مشروعات تطوير وتنمية الحقول وظهور نتائج الاتفاقيات التي وقعتها مصر مؤخرا مع الشركات الأجنبية. (تغطية صحفية إيهاب فاروق - تحرير نادية الجويلي)