استقبل «لقيط جدة» الحياة من جديد بعد غياب 5 سنوات وأطلت عيونه -لأول مرة- على شوارع العروس ليدهشه جمالها ويفزعه زحامها وتسترعي انتباهه مطاعمها الكثيرة وكانت دار الملاحظة بجدة قد أفرجت الأسبوع الفائت عن الشاب وليد صاحب القصة الشهيرة التي نشرتها مواقع التواصل تويتر وفيس بوك بعنوان «وليد لقيط جدة» منسوبة لـ «المدينة» لتكفله المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام لترعاه وتحتضنه وتفتح له النوافذ والأبواب ليرى منها نور الشمس. لحظة فارقة وقال وليد في أعقاب خروجه من دار الملاحظة: وقتما تلقيت الخبر بأنني سوف أغادر دار الملاحظة وأن هناك أحد فاعلي الخير قام بكفالتي لم أصدق الخبر حتى أخبروني بوقت أحزم فيه بقية أغراضي الشخصية للخروج من الدار وقتها قمت بالسجود لله شكرا لما أعطاني إياه من نعمة كبرى ويضيف وليد حين خرجت من الدار لم أستطع معرفة مسميات الشوارع فأنا دخلت الدار وعمري 16 عامًا والان تجاوز عمري 21 عامًا، مشيرًا: إنني لم أكن متوقعا بأن جدة بهذا الجمال فيوجد بها الإنارات الكثيرة والأسواق المنتشرة في كل مكان المطاعم التي لم أرها منذ كنت صغيرًا. طموحات وأحلام وأضاف: إنني أقطن الآن مع المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام مكرما وفي راحة ذهنية كبيرة فإنني أنوي حفظ كتاب الله ومحاولة الدخول إلى مدرسة لأتعلم وأحصل على الشهادة من جديد، وأكمل أن لدي طموحات واحلام كثيرة وأنني مستعد لتحقيقها والعيش حياة كريمة بعيدة عن أي أمر يغضب الله أو يخالف قوانين البلاد وشكر وليد جميع من تعاطف مع قضيته عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن المسؤولين الذين عملوا بجد بعد أن تم ظهوري على الساحة الإعلامية بقضية «وليد لقيط جدة». قصة وليد عاش الشاب وليد حياته في كنف أبوين مختلفي الجنسية الأول يمني احتضنه 10 أعوام ومن بعده سعودي رعاه 6 سنوات كاملة. وفي كلا البيتين كان «وليد» مكرمًا يلاقي المعاملة الطيبة من أسرته. ولكن «سيجارة حشيش» كانت سببًا في تغيير دفة حياة الشاب وتبديل فصول أيامه حيث ألقي القبض عليه وهو يتعاطاها مع رفقائه فكان جزاؤه السجن 4 أشهر ومع هذا الحدث الفارق إلا أن الأكثر غرابة ودهشة في حياة وليد يتمثل في بقائه بالدار 5 أعوام وإنكار والده معرفته به. صرخة وليد كانت محاولة لاستعادة الأب حيث لجأت الجهات المعنية لتحاليل DNA لتفاجأ بأنه لا صلة بين الأب وابنه.. صحيفة «المدينة» يذكر أن صحيفة «المدينة» تناولت قضية وليد لقيط جدة بعنوان «الـ DNA يكشف لغـز لقيط جدة بعد 16 عامًا» بتاريخ 2013/08/02 ولقيت الصدى الأكبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكانت «المدينة» اول من لامست جراح الشاب وليد وحاولت توصيل رسالته إلى المسؤولين ليتم التفاعل معه من خلف قضبان دار الملاحظة. فيما بعد تفاعلت وزارة الشؤون الاجتماعية لأجل إكمال أوراق «اللقيط» لخروجه من الدار وكانت «المدينة» أيضا قد نشرت الخبر بعنوان: «الاجتماعية» تنهي أوراق لقيط جدة وترهن خروجه بوجود الكفيل».