أطلق مجموعة من الشباب السعوديين حسابا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» للتحذير من المنتجات التي تتلاعب بالأسعار في السلع المستهلكة بالمملكة، وكشف مخالفا أنظمة وزارة التجارة، الحساب الذي يتابعه أكثر من 40 ألف شخص، يقوم على جمع المعلومات من سوق المستهلك ومتابعيه ويرصد أي تغيير أو ارتفاع للأسعار، وعمليات التلاعب بالعروض التجارية وينشرها لمتابعيه. وقال عبدالمحسن الزهراني مؤسس حساب «مقاطعة» على تويتر لـ «الاقتصادية»: «إن هدف الحساب هو وقف الاستغلال من قبل التجار ورجال الأعمال والمتلاعبين في الأسعار، ورصد كل المخالفات من قبل الشركات المصنعة والمنتجة للسلع التي يستهلكها المواطنون بشكل يومي، مثل سلع الألبان والخضراوات والغذاء»، مضيفا أن تأسيسه الحساب كان ردة فعل لغياب المسؤولين عن حماية المستهلكين، مشيرا إلى الدعم الكبير والتفاعل الذي لقيه الحساب من خلال متابعيه، وهم أساس التسويق له ونشره عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد الزهراني أن هناك عتبا كبيرا على جمعية حماية المستهلك في المملكة، ويرى أن هناك نقصا في تفاعلهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ولو راقب أي شخص حسابات التوعية من الاستغلال والخداع والغش التجاري التي يقوم عليها أشخاص باجتهادهم، لوجد هذا الضعف في التفاعل وقلته مقارنة بحجم التلاعب الكبير في الأسعار، وفق رؤيته ومتابعيه الذين يؤيد معظمهم كلماته. ويفيد الزهراني بأنه حاول ومعه مجموعة من الشخصيات الداعمة للحساب، التواصل مع أحد المسؤولين التنفيذيين في جمعية حماية المستهلك ــ تحتفظ «الاقتصادية» باسمه ــ إلا أن المسؤول قام بحظرهم على «تويتر» ومنعهم من الوصول إليه إلكترونيا. فيما أفاد الزهراني بتعرضه للتهديد منذ بدء عمله على الحساب أكثر من مرة، من خلال البريد الإلكتروني ومن حسابات مجهولة، تهدد بتحويله إلى المحاكمة ورفع شكوى ودعوى قضائية ضده، إلا أنه لا يرى خرقا في نشر كل تغيير في الأسعار كونه من حريات التعبير، ومن حق المواطن أن يعلم عن التغييرات في أسعار السلع التي يستهلكها بشكل يومي، مشيرا إلى أنه في أكثر من مرة تواصل معه أشخاص مجهولون يتهمونه بأن لديه مشكلات مع شركات معينة، وهو ما نفاه الزهراني لـ «الاقتصادية». وعن فريق عمل الحساب قال الزهراني إنه يشمل كل المتابعين للحساب والتفاعل الكبير في الرصد والتحذير يؤكد ذلك، إذ يتم تزويد الحساب يوميا بالأسعار في كل مناطق المملكة والمحافظات من خلال فريق عمل مكون من 40 ألف شخص، برصد تقني إلكتروني عالي الإتقان، مشيرا إلى التأكد من أي معلومة قبل نشرها على الحساب. وعن البدايات أوضح أن أولى الحملات التي استهدفها الحساب برصد تغييرات في أسعار شركات الألبان، بعد رصد انخفاض سعرها العالمي مقارنة بالناتج المحلي السعودي الذي ارتفع فجأة، وهو ما جعله يهتم كثيرا بمراقبة أسعار السوق خاصة بعد تفاعل كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي معه.