تقلص إنفاق شركات النفط العالمية الكبرى 100 مليار دولار، بعد تراجع أسعار الخام خلال الأشهر العشرة الماضية، ما ينذر بانتعاش الأسعار مجدداً بسبب تأثر عمليات الاستخراج والتنقيب. وتصدرت شركة رويال دوتس شل وبريتش بتروليوم وشتات أويل قائمة خفض الإنفاق في 26 مشروعاً موزعين على 13 دولة في العال، حسب آخر احصائية أعدتها صحيفة فاينانشل تايمز. وجاءت الموجة الأشد من قرارات التأجيل أو الإلغاء خلال الأسابيع أوالأشهر القليلة الماضية، وسط عمليات إعادة انتشار للشركات، أسفرت عن فصل آلاف الموظفين والعمال، وانكماش عمليات تفتيت الصخر الزيتي. وكشفت الدراسة التي أعدتها شركة رايستاد إنيرجي، عن أن قرارات الشركات استهدفت بالدرجة الأولى مجموعة من المشاريع العالية التكاليف، منها 19 مشروعاً من مشاريع حقول الرمل الزيتي الكندية تراوح قيمة الاستثمارات فيها بين مليار وعشر مليارات دولار. وفي الوقت الذي يتمّ توزيع أكثر من 118 مليار دولار من الاستثمارات المؤجلة على عدد من السنوات مستقبلاً، سوف تشهد الأسواق نقصاً في العرض بسبب تراجع الإنتاج بحدود 1.5 مليون برميل يومياً، أو ما يعادل 2% من إجمالي إنتاج العالم من الخام عام 2013. واشارت الدراسة إلى أن الأرقام الحالية قد تمثل بداية برنامج تأجيل وإلغاء مشاريع قد يطول أمده فقط. ورصدت مجموعة غولدمان ساكس المصرفية 61 مشروعاً جديداً ينتظر نصفها الحصول على الموافقة، نظراً لعدم جدوى تنفيذها في حال تدنت الأسعار دون 60 دولاراً للبرميل، ما يعني تعريض 750 مليار دولار من الاستثمارات و10.5 مليون برميل من الإنتاج اليومي للخطر. وتوقعت المجموعة أن تشهد دول منها الجزائر ونيجيريا وأنغولا وأستراليا انخفاضاً في حجم الاستثمارات النفطية بنسبة تزيد على 50% حتى عام 2020. ومن أبرز المشاريع التي تمّ تأجيلها مشروع أرو لتسييل الغاز الطبيعي الذي تنفذه رويال شل في أستراليا والذي يمثل نحو ربع قيمة الاستثمارات الملغية ومشروع الخام الثقيل في الإكوادور الذي تقدر مخزوناته ما بين 2 إلى 3 مليارات برميل. واللافت في موجة التأجيل والإلغاء الحالية سرعة تجاوب الشركات مع تراجع أسعار النفط. ويقول تقرير لبنك مورغان ستانلي رصد 120 شركة نفط خلال عام 2015 إن استثمارات الشركات لهذا العام سوف تهبط من 520 مليار دولار إلى 389 مليار دولار.