تداولت الصحف أخبارا عن مشروع للخيام المعلقة بمشعر عرفات، وأن أربع جهات حكومية دعيت لمناقشة الفكرة المطروحة من قبل وكالة وزارة الشؤون البلدية والقروية، تحديدا الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية، أو هكذا فهمت، فقد وجد نصين للخبر، أولهما يتحدث عن دراسة تفصيلية مع الجهات المعنية بالحج لتنفيذ مشروع جاهز للخيام بعرفات (المدينة 13 الجاري) وربما كحل مبتكر بحد ذاته برغم ما يكتنف جدواه من غموض، والخبر الآخر يقول إن الهدف من الاجتماعات المتكررة وورش العمل المصاحبة الخروج بحلول مبتكرة لخيام مشعر عرفات متوافقة مع خطة تطوير المشاعر المنبثقة من المخطط الشامل لتطوير مكة المكرمة (الرياض 20 الجاري). وسواء كانت فكرة أم مشروعا جاهزا للتنفيذ، الأمل أن تتم دراسته جيدا قبل البدء بتنفيذه، صحيح أنه صدر من جهة مسؤولة عن المشروعات التطويرية بوزارة الشؤون البلدية، ولا أعلم حقيقة إن كان لدى الوزارة قسما مختصا بتخطيط المدن أم أن مهندسيه مدمجون في عدة إدارات بالوزارة، فهنا نحن نتحدث عن تخطيط مدني، والاجتماع بعدة جهات حكومية لأخذ مرئياتها في الفكرة ذاتها، لا في سبل تنفيذها، يعد خطوة إيجابية تحسب للوزارة، فمشروع خيام منى مازال مثار الكثير من الأسئلة لأنه أضاع تلك المساحات الكبيرة بخيام من دور واحد لن تستوعب كل الحجاج المتزايدة أعدادهم كل عام، وأضاع فرص البناء في منى التي أجازها كثير من علمائنا الأفاضل. لفت نظري أيضا دراسة لإدارة الأمن العام قدمتها للهيئة العليا لتطوير مكة تهدف لرفع الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة. سألت للتو عن قسم تخطيط المدن بالوزارة المختصة، فهل أكرر سؤالي هنا، لا شك أنه اجتهاد جيد وأخاف أن يضيع مع بقية الاجتهادات للجهات المتعددة التي تخطط لتطوير مكة سواء تعارضت أم تماهت خططهم هذه. غير أنه تبدى لي سؤال، في غمرة هذه الخطط الكثيرة من الوزارة ومن الأمانة ومن مطوري المشاعر ومطوري مكة، هل سأل أحدهم عن البنية التحتية لما يخططون لتطويره؟ فإن فعل، كيف لم نبدأ بتنفيذه قبل التفكير في مشاريع التوسع والتطوير، بنية مكة الحالية تنوء بما تحمل، فكيف تطور الأرض وينسى ما تحت الأرض، كيف تتصاعد الطاقة الاستيعابية للمكان وبنيته التحتية لا تتوسع طاقتها، هل فكرتم في آثاره الصحية والاقتصادية والاجتماعية.