×
محافظة القصيم

مرور رياض الخبراء ينفذ حملة أمنية مرورية

صورة الخبر

بعض الحوارات والمقابلات التلفزيونية تبدو ساحة حرب. صار مألوفاً أن تكون أسئلة المذيع «ساخنة»، والسخونة المقصودة هنا تعني استفزازية بالحد الأقصى كي تدفع الضيف إلى «الاعتراف»، وإن لم يفعل فالكشف والتعرية وحشره في زاوية ضيقة انتصاراً لتوجه المحطة وربما المذيع. وربما أيضاً ومن دون مبالغة، انتصاراً لنوع من «الساديّة» التي تجعل المذيع يؤمن بأن نجاحه الحقيقي هو في الوصول مع ضيوفه إلى تلك الحالة. في التصنيف الفني نقول نشرة إخبارية أو برنامج حوار، ولكن عند المشاهدة التلفزيونية نكتشف أننا أمام صراع ديوك غالباً ما تكون الحقيقة ضحيته فنراها تضيع في المناكفة. بعض هذا كان بالنسبة للمشاهد العربي مطلوباً، بل مشوّقاً مع بدايات البث الفضائي باعتباره تعبيراً عن الحرية وتنويعاً في الآراء، لكن انتشار البث الفضائي واعتياده جعل الأمر يتجاوز تلك الحالة الطارئة التي ترافق كل ما هو جديد، أو كما يقولون ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وبات على الممارسة التلفزيونية أن تستفيد من طاقات البث الفضائي ومميزاته في الارتقاء بنشراتها الإخبارية، وبرامجها الحوارية للمساهمة في تحقيق هدف الإعلام عموماً والتلفزيون على وجه الخصوص في مساعدة المجتمع على وعي مشكلاته والقدرة على الجدل الصحي للوصول إلى حلول حقيقية لها. تسأل صديقك إن كان قد شاهد برنامجاً معيناً فيجيبك بنعم ولكنه يضيف بتأفف: كانت حلقة باردة! البرودة والسخونة ليسا مصطلحين للتعبير عن «اشتباك» سياسي أو فكري حقيقي ولكن عن «منازلة» يترقبها البعض بين المذيع وضيفه ويعتقدون أنها لبّ «الحروب التلفزيونية» التي يريدونها بديلاً من الواقع، أو حتى يريدونها ومن دون أية مبالغة بديلاً للحروب الحقيقية. أحد أسرار هذه الحالة أنها تمنح المذيع نوعاً من النجومية في أوساط قطاع من المشاهدين يرون فيه وفي أمثاله «ناطقين» بلسانهم ومعبرين عن «وعيهم المشاغب» الذي يرى في الاشتباك الساخن وسيلة مثلى من أجل «فض» المنازعات السياسية مع الآخرين. من هنا، لا نستغرب أن يقول لنا البعض تعليقاً على حلقة ما: هل رأيت كيف «شرشحه» المذيع؟ ولأن اللعبة لا تقوم على طرف واحد، لا يدهشنا أن كثراً من أولئك الذين سبق و «شرشحهم» المذيعون يصرُّون على مواصلة حضورهم في تلك البرامج على نحو يذكرنا بالمقامر المدمن الذي يصرّ كل مرة أنه هذه المرَة بالذات سيربح وسيتمكن من تعويض أمواله التي خسرها في جولات القمار السابقة.