×
محافظة المنطقة الشرقية

مداخل أولية لتعليم الموسيقى والدراما في‮ ‬السودان

صورة الخبر

كل شيء مقدور عليه وممكن (يترقع)، إلا أن يغلط العريس بعروسته، أو تغلط العروس بعريسها، ولو أن كل واحد منهما أكل (المطب) عندها (لا ينفع الصوت، إذا فات الفوت)، واليكم هذا المثال الذي تداركته العروس الذكية في (الوقت الضائع)، واقرأوا معي ما حصل: فقد تحولت مناسبة زفاف في الهند إلى ميدان لمعركة بين عريس وأهله من جانب، وعروس وأهلها من الجانب الآخر، وذلك بعد أن اكتشفت العروس أن الشخص الجالس بجانبها على (الكوشة) ليس بالعريس الأصلي، وذلك بعد أن لاحظت العروس واسمها (ريكها) أن الشخص الذي رأته في الصور التي عرضها عليها ذووها عند إتمام الخطبة، ليس هو. وسارعت العروس المغدورة إلى لفت أنظار ذويها، وكردة فعل على ذلك، أقدم أهل العروس على طرح العريس المزيف أرضا وأوسعوه ضربا وركلا، وولى الأدبار هاربا والدماء تغطي وجهه. واتضح أخيرا أن العريس الأصلي، أو المفترض أن يكون عريسا، لا يريد الزواج من تلك الفتاة، غير أن أهله أجبروه على ذلك؛ لهذا اتفق مع صاحبه المضروب أن يقوم بذلك الدور بدلا منه، لقاء مبلغ معين. ومع الاختلاف، فقد حصل في بلادنا ما يشبه ذلك الالتباس، وإليكم أيضا ما حصل: فقبل ما يقارب من ستة عقود، ذهب اثنان من وجهاء القوم مع مرافقيهما (للمقناص) في الصحراء، وفي ليلة شتائية باردة، خطر في بالهما أن يتزوجا، ووجدا أنها فكرة لطيفة، وفي صباح اليوم التالي كلفا أحد الأشخاص أن يبحث ويسأل عن عروسين جميلتين في مضارب القبيلة التي هما في أرضها، وتمت الخطبة فعلا وعقد لهما أحد المشايخ، ونصبت خيمتان وأدخلت كل فتاة في مكانها، وأقيمت وليمة أعقبها فاصل من الغناء (السامري)، رقص فيها العريسان ساعة من الوقت، ثم زفوهما واتجه كل واحد منهما إلى خيمته المفترضة، ومرت الأمور بسلام، إلى هنا وكل شيء (عال العال)، غير أن كل من كان في ذلك المخيم الكبير، أفاقوا قبل صلاة الفجر، على صياح إحدى العروسين وهو يشق عنان السماء، واعتقد البعض أن ذلك شيء طبيعي لكل عروس في ليلة دخلتها، وهذا يحصل في أفضل العائلات. غير أن (الشق والبعج) اتضح فيما بعد، إذ إن هناك خطأ والتباسا، فمن زيادة الحماسة والعجلة دخل كل عريس بخيمة الآخر دون أن يفطن، وما كشف تلك المصيبة إلا تلك الفتاة التي بدأت بالصراخ، بعد أن عرفت اسم العريس الغلط الذي ليس هو عريسها، أما العروس الثانية الغبية، فلم يصدر منها أي رد فعل، ويبدو لي أنها كانت مرتاحة ومطمئنة ولا على بالها. ولا شك أن تلك الغلطة كانت معضلة (مطينة)، استدعوا بعدها في الصباح على عجل الشيخ الذي عقد لهما ليحل هذه المشكلة الشرعية، التي من الصعب أن (تترقع). ولا أعلم إلى الآن كيف حلها ذلك (الجهبذ)؟!، خصوصا بعد أن (خربت مالطه)، وطارت الطيور بأرزاقها. Meshal.m.sud.1@gmail.com