ما بين سندان تهديد تنظيم داعش بارتداء النقاب او ما يسمى بالمصطلح الموصلي (الخمار) ومطرقة شرطة الموصل بمنع ارتدائه وفرض عقوبات قد تصل الى اعتقال النسوة اللائي لديهن الرغبة بارتدائه وعدم خلعه أو التنازل عنه ، عبرت المرأة الموصلية عن استيائها الكبير جدا لما يتخذ من قرارات قد تدفعها الى عدم الخروج من المنزل بسبب المضايقات التي تعرضت لها بالأمس من قبل عناصر تنظيم داعش، واليوم من قبل شرطة الموصل. وظهرت مشاكل جديدة في الشارع الموصلي مع أول ساعات فرض قرار منع ارتداء النقاب من قبل شرطة الموصل الذي ولد حالة من التذمر بين فئة من النساء اللائي يرتدين الخمار منذ بضع سنين، تماشيا مع الشريعة، وليس خوفا من تنظيم داعش. وتقول السيدة مروة حكمت/ 40 عاما /وهي ربة منزل لها أربعة أطفال في حديث لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) في سوق المثنى ، وهي تتشاجر مع عناصر الشرطة، إنها "لن تتنازل وتترك النقاب إطلاقا" ، وتقول لهم بـ "المختصر (لن أنزع النقاب ولن أتركه اطلاقا )حتى لو تم اعتقالي أو سجني ". وتضيف :"منذ أن كنت بعمر سبعة أعوام وأنا أرتدي الخمار وداعش لم يفرضه علي اطلاقا لأني في حكم داعش، كنت من أوائل مرتديات الخمار، وكنت أنصح النسوة الموصليات والصديقات بارتدائه، ولا أخفي عليكم اطلاقا إذا قلت بأني من مؤيدي داعش في مسألة ارتداء الخمار لشابات الموصل، فهذه برأيي سنة نبوية، الغاية منها الحفاظ على مفاتن المرأة والإسلام دين الحفاظ على المبادئ والقيم في زمن أصبح البشر فيه أشبه بالوحوش، وهم ينظرون إلى المرأة من القدم حتى الرأس وهذا مخالف لتعاليم الدين الاسلامي".وأكدت حكمت وهي تجادل ضابط الشرطة أنها" تفضل الموت على خلعه أو رفعه" بعد أن وصفها بأنها من بقايا فلول داعش الإرهابي، ولربما تكون زوجة داعشي أو أحدى نساء الحسبة اللاتي كن يعملن مع التنظيم في هيئة الحسبة. بدورها أبرزت حكمت هويتها الشخصية لضابط أمن السوق بعد اعتقالها من قبل الشرطة المحلية لعدم رفع النقاب عن رأسها، وقالت له "هذه أوراقي الشخصية وبإمكانك التدقيق عن أسمي الثلاثي ولو وجدت بأني من فلول أو بقايا داعش أقدم على توقيفي أو إعدامي، فأنا ضد داعش الإجرامي، الذي بدأ بقتل الابرياء وانتهى بحرقهم انتهاكا لحقوق الانسان والشريعة الاسلامية". من جانبه، أكد الضابط محمد خليل أن حالة مروة حكمت هي الرابعة هذا اليوم لنساء يجادلن عناصر الشرطة، ويرفضن تنفيذ قرار منع ارتداء النقاب ويحبذن الاعتقال أو القتل على ذلك. لكن أراء أخرى جاءت أغلبها معاكسة فهناك المئات، وليس العشرات من اللائي أيدن قرار منع ارتداء النقاب وفرحن كثيرا بالقرار، وكان أغلبهن يقدمن الشكر والتقدير إلى مدير شرطة نينوى المحلية العميد واثق الحمداني على القرار الذي اعتبرنه انصافا للمرأة من الجهل وظلم داعش. وتقول السيدة ام علاء، وهي أم لخمس أطفال بأعمار الزهور عن قرار منع النقاب أو الخمار ، في تصريحات لـ( د. ب. أ) :"لقد خسرت ابنتي الكبرى ميساء بسبب رفضها ارتداء النقاب ومجادلة عناصر داعش الإرهابي، الذي أمر بإعدامها بتهمة التحريض ضد مباديء دولة الخلافة، وعدم الالتزام بارتداء الخمار أو النقاب، لأنه أحد المسائل الاختيارية، وليس إجباريا، بحسب ما كانت تقول لداعش الذي أعدمها رميا بالرصاص في منطقة الرأس منتصف شهر أيار/مايو عام 2015 بسبب رفضها للخمار لذلك تقول بأنها من المؤيدات لمنع النقاب وعدم ارتدائه". وتصر ام علاء على أن معظم مرتديات النقاب، هن داعشيات يحاولن اخفاء وجوههن حتى لا يتم القبض عليهن اليوم ما بعد التحرير من قبل القوات العراقية. وكانت قيادة مديرية شرطة محافظة نينوى قد فرضت منع ارتداء النقاب لكل النساء داخل الموصل دون استثناء حيث أبلغ مديرها العميد واثق الحمداني الجهات الرسمية، أن منع النقاب جاء على خلفية تسلل عناصر داعش الى مخيمات النزوح، والساحل الايسر، الذي يشهد استتبابا أمنيا عاما بالموصل، وتم اعتقال العشرات من الداعشيات، وهن مرتديات الخمار في الساحل الايسر والايمن والمناطق المحررة منها. وبين أنه ستتم محاسبة كل امرأة تخالف قرار منع ارتداء النقاب في الموصل. اما الشابة هدى احمد/ 23عاما /فتقول " بالأمس القريب كان داعش يهدد ويحاسب ويجلد ويغرم النساء اللاتي لا يرتدين النقاب واليوم أصبح الوضع معاكسا تماما والنقاب مسألة اخفاء مظاهر أو شكل عن أعين الناس". وتابعت :"وللعلم فقد أقدم أغلب عناصر داعش على الهروب من الموصل من خلال النقاب وتم تفجير عشرات الحالات لانتحاريين بواسطة النقاب وأخرها كان تفجير انتحاري في منطقة الوحدة بالقرب من شارع البيبسي على المدنيين العزل والكل كان يعتقد بانها امرأة منقبة لذلك فانا مع القوات الأمنية وسأقوم بمتابعة مرتديات الخمار للإبلاغ عنهن". وبثت فلول داعش في وقت متأخر من ليلة امس الاحد اشاعات مفادها بانه سوف يقطع رأس كل فتاة مخمرة وتركت الخمار أو النقاب بقرار من الشرطة بالموصل، و اعتبرها خارجة عن الدين الاسلامي، فضلا عن انتشار اخبار بان التنظيم شدد على ارتداء الخمار وملاحقة المخالفات واختطافهن الأمر الذي سبب قلقا كبيرا لنساء وفتيات الموصل. وبحسب معلومات أفاد بها أحد ضباط الشرطة في سوق النبي يونس فان شرطة نينوى أقدمت على اعتقال فتاة ووالدتها التي رفضت منع ارتدائها للنقاب، وأبلغت السيدات اللائي يرتدين النقاب بأن القوات الأمنية كانت سيئة وغير ملتزمة بالمبادئ الاسلامية بهذا القرار، فقد قرر مدير مركز النبي يونس اعتقالها لساعات مع ابنتها الكبرى وبعدها تم الافراج عنها بتعهد خطي يلزمها عدم ارتداء النقاب اطلاقا. كانت قيادة عمليات نينوى قد اعلنت رسميا القبض على 123 داعشيا مرتديا النقاب في مخيمات متفرقة خلال عمليات تحرير الساحل الايمن بالموصل ، من الذين حاولوا النزوح الى الساحل الايسر، وهم يرتدون النقاب، وتم اعتقالهم بالحال ومن ثم صدر قرار يمنع ارتداء النقاب لكافة السيدات الموصليات بشكل وقتي.