هيفاء مصباح (دبي) في تآلف واضح بين العلم والفن قدمت التشكيلية جولييت مخلوف باقة من أعمالها الفنية في 10 لوحات، تحدثت خلالها حول المجاميع البشرية بأحلامها وآمالها وتكاثفها ووجودها، وذلك استمراراً لمجموعاتها السابقة، وفقا لما صرحت به لـ»الاتحاد». وتعرض مخلوف أعمالها في جاليري ميم بدبي حتى 21 من الشهر الجاري، وتؤكد أن دراستها لعلوم الرياضيات والفيزياء لم تقف حائلاً أمام شغفها الأول بالفن التشكيلي، وكيف يمكن للتجريد أن يعبر بقوة عن أكثر المشاعر الإنسانية إيلاماً وتشويشاً، وهو ما استثمرته فعلياً في أعمالها وسعت إلى الإشارة إليه بإيحاءات واضحة للجمهور، تاركة العنان بالوقت ذاته إلى فكره الخاص وذاكرته لتقول ما لم تقوله اللوحة. وتؤكد مخلوف «أن الدراسة العلمية لهذه الحقول ساهمت بشكل أو بآخر في تقديم أعمال متقنة، اقتربت فيها الأشكال الهندسية من الدقة الواقعية، ليكون التجريد خارج بشكل كبير عما هو مألوف للعين وما هو متعارف عليه في الساحة الفنية». وتابعت بأن «الازدحام» حاضر بقوة في مجموعتها، كما جرت العادة في خطها الفني، فالازدحام يشير إلى الحركة في العمل، وإلى الكثرة، وإلى التلاحم، وإلى الحضور الإنساني«، مؤكدة بالوقت ذاته «أنها تزهد بتجسيد العنصر البشري، طامحة بذلك أن لا تترك أي انطباع شخصي لدى الجمهور، ليكون الإيحاء وحده هو الحاضر». وحول استخدامها للألوان كشفت مخلوف أن اللون كان التحدي الأكبر لها في هذه المجموعة، فيما اعتادت الإتكاء بأعمالها السابقة على الرمادي، جاء تحدي الحضور اللوني، وقالت: «لقد نجحت نوعاً ما في توظيف اللون في الأعمال، وعمدت إلى الألوان: الأخضر والأصفر والأحمر والأزرق، عبر مزيج ما بين الأخضر والأصفر»، لتضفي على العمل جمالية خاصة. وأشارت إلى اعتمادها على شكل فراغي بارز، يشي بالحركة، كما يعتبر فن العمارة بعداً إضافياً ظاهراً في العمل.